الجمعة , 19 أبريل 2024

دولة الزوجة…وسيادة الزوج!

= 2736

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

اتصلت بى إحدى السيدات تشكو من أن زوجها لا يساعدها فى إرسال الأبناء الى المدرسة والدروس والنادى وأحياناً كثيرا حين يمرضون تذهب هى دونه مع الأبناء للطبيب ، هذا بالاضافه الى أعمال المنزل وما الى ذلك ، وقدر لى فى نفس اليوم أن أذهب الى عملى لأجد أثنتين من الزميلات الفضليات يشتكين نفس الشكوى بنفس التفاصيل ، ومن هنا جاءت فكرة المقال ورسالته وأقول :

سيدتى.. معروف فى كل الدنيا أن هناك رئيس للدولة وهناك رئيس للوزراء يسمى (رئيس الحكومة) ويطلق عليه أيضاً ( دولة الرئيس) ومعروف فى الدنيا كلها أن رئيس الحكومه هو المعنى بمتابعة كل التفاصيل … فهو من يتابع المدارس والمستشفيات وأفران الخبز والتموين ورصف الطرق وتوفير السلع الغذائية ويتابع حملات التطعيم ، يتابع كل هذا مع الوزارات المعنيه والوزراء المعنيين ، وسؤالى لحضرتك لماذا لا يشتكى دولة الرئيس من قيامه بمتابعة كل هذا؟ ولم نسمع يوماً فى أى مكان فى الدنيا أن رئيس الوزراء قال يجب على الرئيس أن يساعدى فيما أقوم به ، هل تعلمين سيدتى لماذا لم نسمع يوماً أن رئيس الوزراء أشتكى من هذا؟  أولاً … لانه يعلم تماماً أن كل شخص له دور ، وهذا الدور لا يقل أهمية عن دور الشخص الاخر ، فالرئيس له دور ، ورئيس الوزراء له دور والوزير له دور وحتى الموظف الصغير له دور فى إدارة الدولة.

ثانياً … ليس قيام رئيس الوزراء بمتابعة مثل تلك الأمور يشعره بالدونية كما تشكو بعض السيدات وتقول (ليه هو أنا الخدامة اللى جابها فى البيت .. تودى العيال وتجيب العيال .. وهى اللى تذاكر وتتابع وتسهر .. أنا إنسانه وزوجه مش خدامه).

سيدتى … رسالتى لك أن هونى على نفسك ، ولا تنظرى الى الامر بتلك الحساسية ولذلك تعمدت أن اذكر لك مثال الرئيس ورئيس الوزراء ، وهذه ليست دعوة منى كى ازيد النظرة الفوقية لدى الزوج ( هذا ليس هدف المقال ولن يكون ) ولكن أريد أن أصلح لك مفهوم تؤمنى أنت به ، وأجعلينى أعود مرة أخرى للمثال الذى ذكرته ، صحيح أن الرئيس لا يتابع تلك الامور ولكن لابد وأن تعلمى إنها مسئوليته فى النهايه ، فليس معنى إنه لا يتابع تلك الامور بنفسه ويُكلف بها رئيس الحكومه إنه خالى البال ( لااااااا ) فهو يعلم تماماً إنه فى الاخير هو المسئول.

وهكذا الزوج هو ليس خالى البال لانه يعلم إنه فى الاخير هو المسئول عن تلك الاسرة من زوجه وأبناء. ثم الرئيس يهتم بوضع الرؤية الاستراتجية للدولة ، ويعقد المعاهدات والاتفقات الدولية إلخ إلخ ، وهكذا الزوج  هو يقوم بالمهام الكبيرة المكلف بها ، أنت تاخذى الابناء للمدرسة بسيارتك ولكن حين تتعطل ، لا تشغلى بالك فقط تتصلى عليه وتخبريه ( العربية عطلت صلحها ) بل إنك أصلا لم تشغلى بالك بثمن السيارة ابتدائاً ، لا تشغلى بالك كيف سيشترى شقه ل أبنك كى يتزوج ، لا تشغلى بالك فى البحث عن وظيفه او عمل لأبنتك او أبنك ، لا تشغلى بالك إذا حدثت أى مشكله قانونيه لانك تعلمى إنه هو من سيتصدر لها وعشرات الامثلة الاخرى ، فلا تنظرى لتلك الامور بحساسية زائده ولكن أعلمى إنها أدوار مقسمة كلاً يقوم بدوره.

أخيراً …رسالة الى الزوج … نعم أنا أوضحت الامر للزوجة، وأوضحت لها أن الامر إنما هو أدوار مقسمة ، ولكن رسالتى لك ، أن رفقاً بالقوارير ، عليك أن تراعى بنيتها النفسية ، وإنها لا تستطيع أن تعمل تحت ضغط مثل الرجل ، فلا مانع كلما كان لديك وقت أن تذهب انت لارسال الابناء الى المدرسة او الدروس ، لا مانع كلما كان لديك وقت أن تذهب بهم الى النادى ، أن تذهب بهم الى الطبيب ، وإذ لم يكن لديك وقت فرسالتى لك أن تثنى عليها دائماً وتشعرها أنك تعلم وتقدر ما تقوم به زوجتك ، وإنك لولاها ما كانت حياتك ستكون هكذا مرتبه ومستقره ، تلك الكلمات البسيطة ستعطيها دافعا وحافزا وستذهب عنها اى تعب، أشعرها بالحب والحنان والتعاون ، أشعرها الود والرحمه فهى رئيسة وزرائك وهى حكومتك التى بها ستدير أسرتك.

حفظ الله بيوتنا… حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً.
————————–
* مدرب معتمد للاستشارات الأسرية والزوجية.

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 423 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.