السبت , 20 أبريل 2024

محمد صقر يكتب عن: كورونا العصر

= 1145

كورونا العصر – أحبائي في الله – هي عدة قضايا ساخنة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار – مهما كلفنا الأمر من مشقة أو جلد – و لقد انتقيت لكم قضية من ضمنها تعد أولاهم و أولاهم و أهمهم فاستوجبت مني أن أستهل حديثي إليكم بها و ألا و هي قضية انتشار الفوضى الأخلاقية أو قولوا ( الانحطاط الأخلاقي ) و لكم أن تقولوا – آسفا – ( انعدام الأخلاق ) و التي بكل تأكيد تمس الفرد و المجتمع لأن المرء منا ما هو إلا خلق و المجتمع يتمثل في المرء – بشكل أو بآخر – و الذي يتمثل في ( أنا و أنت ) هنا أو هناك.

ولعلنا نلاحظ جميعا الانفلات الأخلاقي الذي تعيشه أمتنا – مع مراعاة اختلاف الطبقة الاجتماعية فليست هذه هي الفكرة – لأن الأخلاق ليست للغني دون الفقير و لا حكرا لطائفة دون غيرها و لكنني هنا أسلط الضوء على كوننا نعيش وسط حالة فوضوية – لم أر لها مثيلا من ذي قبل – من انعدام الأخلاق مما يقودنا جميعا – عن بكرة أبينا – إلى مستقبل غير مأمول و لا محمود للأجيال القادمة – بكل خجل – و ذلك – بلا شك – يدعوني أن أطرح حلا متواضعا – من وجهة نظري الشخصية – و ألا و هو أن على من استشعر إصلاح الذات أن يستشعر إصلاح الآخرين أيضا – و بالتالي المجتمع كاملا – فاستشعارنا الخطأ هو أول خطوة نحو إصلاحه.

وعليه لزم التنويه أنه علينا أن نعي جيدا أننا لا زلنا بحاجة ماسة إلى وقفة صادقة مع النفس لتصفية الحسابات القديمة و تعديل السلوكيات الرجعية و التي من بينها إرث الأجيال المساكين الذي بات – باستمرارية وجوده – يشكل خطرا جسيما على المنظومة بأكملها و تلك الوقفة هي أيضا للقضاء على التقاليد المشوهة التي يظل لها الفضل الأول في التأثير على ثقافة المجتمع و فكر أبنائه – دون تجاهل تعزيز القيم السامية البناءة و الاحتفاظ بالثقافات المنضبطة مع وضع مناهج حياتية سليمة تصلح للالتزام بها و تضمن لنا مستقبلا أخلاقيا مشرقا إذا تم السير عليها في إطار ما ينظمه المجتمع و يرتضيه المنطق.

ولكي ننهي حديثنا عن هذا الجزء يجب أن ندلل على صحة الكلام السابق بمثال أو أكثر و إن لكم في إلقاء القمامات و المخلفات في الشوارع لعبرة و الذي تسبب – بشكل كبير – في تشويه جمال الطبيعة و إتلاف المرافق العامة مثل الطرق و المباني و عليه فالإضرار بمختلف المنشآت و البيئات – العامة و الخاصة و كلا على حدى – و هو سلوك غير حضاري بالمرة و لستم بتائهين عن بوح شباب هذه الأيام بالألفاظ النابية التي تسبب تلوثا سمعيا لنا جميعا و تضعنا – مع الأسف الشديد – على طريق التأخر و التخلف عن ركب الرقي و الحضارة و … إلخ فما أكثر الأمثال التي هي على هذا النسق !؟

ولكن حرصا منا على وقتنا و وقتكم و لكي لا يطول المقام سنتجه بالشراع سويا نحو جزء أهم و ألا و هو كيفية التخلص من هذه المفاهيم المغلوطة التي صنعها الجهل و دعمتها الأذهان المشوشة و البصائر الكدرة التي تكاد تودي بنا – حقيقة أو مجازا – إلى الاندثار فكيف نتقبل ذلك !؟ – ألا ترضون بأن نندثر !؟ أم هل تتقبلون الانجراف و الانحدار كما تقبله من ليس لهم أي وجود الآن !؟ أم لكم رأي آخر !؟ إذًا فماذا بعد … !؟

إن ما بعد ذلك ليس إلا تحكيم العقل و تلك هي الرسالة و الواجب و الأمانة و ما تدعونا إليه الضرورة و ينادي به الواقع إذ أنه بالمقارنة بين واقع الأمم التي سارت على النهج السالف ذكره و الأمم التي خالفته يتضح لنا أن محاربة الانحطاط الأخلاقي أولى و أهم من محاربة أي شيء آخر كما أنه لسنا شيئا و سنظل لا شيء إن لم نتوج بتاج الأخلاق و إن لم نتمسك بذلك و نكلل به كل أعمالنا.

و على كل – أعزائي – أمم لديها قيم و أخلاق و معايير تتشبث بذلك و لا تفرط فيه و تعتز بكونها متمسكة به أم أمم متخلفة لا ترعى انتباها أو تعير أدنى اهتمام لما سبق !؟ – أحبائي – في النهاية لكم ما ترتضيه نفوسكم و لكم ما تحتمه عليكم ألبابكم و بصائركم و لكم الاختيار أولا و أخيرا – سيدي الإنسان – أنت سيد قرارك – مهما حدث – و سيبقى توجهي أن للقيم و الأخلاق رونق آخر.

شاء من شاء و أبى من أبى و إلى اللقاء …

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4164 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.