الجمعة , 26 أبريل 2024

عادل عبدالستار العيلة يكتب عن: قاعدة (90/10)

= 3385

 

وصلت إلى عملى اليوم فوجدت زميلى فى حالة مزاجية سيئة ، ووجدته عصبيا وبقايا الغضب على ملامح وجهه ، فسألته.. ماذا بك ؟ فقال أن زميله ونتيجة خطأ من هذا الزميل أفسد جزءا من عمله هو مما جعله يثور عليه ، ونتيجة غضبه وتوتره أخطأ هو أيضاً فيما كان يقوم به واضطر إلى إعادته، فابتسمت وقلت له وهل كان لك يد فى خطأ زميلك؟ قال لا ، قلت له إذنً ما جعلك تٌخطىء و تعيد شغلك مرة أخرى ليس زميلك ولكن رد فعلك أنت … وهذا ما تدعو إليه قاعدة ستيفن كوفى ، قال وما هى؟

قلت له هذه القاعدة شهيرة جداً ويطلق عليها قاعدة ( 90/10 ) والمقصود هو أن 10% مما يحدث لنا فى الحياة ليس لدينا أى سيطرة عليه نهائياً و 90% مما يحدث يتم تحديده أو ملامحه من خلال ردود أفعالنا نحن تجاه الـ 10 % ، فكلما كان رد الفعل إيجابى تجاه ما حدث نتيجة الـ 10 % التى لا سلطان لنا عليها كانت الـ 90 % من حياتنا هادئة ومُريحة والعكس صحيح.

نبدأ فى التوضيح أكثر للقارئ الكريم …في الواقع إنه  ليس لدينا القدرة على السيطرة على الـ 10% مما يحدث لنا، فنحن لا نستطيع أن نمنع تأخر سيارة العمل مثلاً ، أو نمنع أن السيارة تتعطل فى الطريق ، أو أن كوبرى مشاه وقع فأغلق الطريق ( مما سيتسبب فى إفساد برنامجنا بالكامل ) فنحن في الواقع ليس لدينا القدرة على التحكم بـ10% ولكن الوضع مختلف مع الـ90 % ، فنحن من يقرر كيف يمكن أن تكون الـ90%، كيف هذا؟ عن طريق رد فعلنا نحن.

ولنضرب مثال يوضح الامر أكثر: أنت تتناول طعام الإفطار مع أسرتك وفجأة أوقع أبنك الصغير الطعام على ملابسك، هنا أنت ليس لك يد فيما حدث ولكن ما سوف يحدث نتيجة رد فعلك أنت مسئول عنه … بدأت أنت فى الصراخ والعصبية والسب والتوبيخ لابنك، فابنك بدأ يبكى، ثم اتجهت إلى زوجتك بالصراخ والتوبيخ لانها تركت الطفل يأكل بنفسه دون مساعده، فحدثت مشادة كلامية بينكم، ثم توجهت أنت للغرفة لتغير ملابسك وأنت فى تلك الحالة من العصبية والغضب ، ثم خرجت من الغرفة ونتيجة أن الولد إنشغل بالبكاء لم ينته من تناول فطاره، ونتيجة لهذا لم يلحق باص المدرسة ، ولان زوجتك أيضاً ذاهبه الى عملها أضطررت أنت أن توصل الابن الى المدرسة، وكى لا تتأخر على موعد عملك قدت سيارتك بسرعة ونتيجة لذلك اصطدمت بسيارة أمامك ، فزادت العطلة، وعلى ما انتهت المشاجرة بينك وبين قائد السيارة الأخرى كنت قد تأخرت على موعد المدرسة ، وتأخرت أنت أيضاً على موعد عملك ، وحين وصلت اكتشفت إنك نسيت مفاتيح الشغل المهمة نتيجة عصبية الصباح … فها هو يومك بدأ بصورة سيئة و استمر من سيء إلى أسوأ..ثم بعد عودتك إلى البيت تجد توترا بينك وبين زوجتك وابنك. لماذا كل هذا ؟ بسبب ردود أفعالك منذ الصباح.

وهنا يأتى السؤال الأهم .. لماذا كان يومك بهذا الشكل المزعج؟ هل بسبب وقوع الطعام على ملابسك؟ هل بسبب ابنك؟ هل بسبب السيارة التى اصطدمت بها؟

والإجابة ببساطة هى إنك أنت سببت لنفسك كل هذا، لأنه ببساطة لم يكن لك دخل أو سيطرة على حادثة وقوع الطعام ولكن ردة فعلك في العشر ثواني التالية هي ما تسببت في إفساد يومك.

ولكن ما كان يجب أن يحدث هو إنه حين وقع الطعام على ملابسك وبدأ ابنك فى الانزعاج والبكاء، قلت له بهدوء وابتسامة .. لا عليك ولكن من فضلك كن حذرا أكثر المرة القادمة .. ثم تدخل إلى غرفتك لتغير ملابسك وتأخذ مفاتيح العمل ثم تخرج من الغرفة لتجد ابنك قد خرج لباص المدرسة ونظرت عليه ولوحت له بيدك لتودعه ، ثم تخرج لعملك فتصل فى موعدك ، فتسلم على زملائك وأنت مُبتسم وفى حالة مزاجية جيدة ، هل لاحظت الفرق.
يوجد دائماً سين
اريوهان مختلفان .. لهما نفس البداية، ولكن نهاية مختلفة لماذا؟ بسبب ردة فعلك .. و في الحقيقة لم يكن لديك أي سيطرة على الـ 10% التي حدثت أما الـ 90% الأخرى فتم تحديدها عن طريق ردة فعلك.

حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

—————————————

* مدرب معتمد للاستشارات الأسرية والزوجية

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 3813 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.