الجمعة , 26 أبريل 2024

وفاء أنور تكتب: البكاء فرحًا…!

= 6341

أحيانًا يستوقفنا مشهد البكاء الذى يأتى بعد سماع كلمة مدح ، أو عبارة شكر أو تلقينا لخبر سار أو حين تقع مفاجأة مذهلة أو عند تحقيق معدلات نجاح عالية فى أمر ما . وقد طرح أحد الأصدقاء يومًا علىّ هذا السؤال : لماذا يبكى البعض عند إحساسه بالفرحة أو بالسعادة الغامرة؟!

لاأدرى حقيقةً ما الذى جعلنى أتأثر بهذا السؤال وأفكر فى عمق معناه ووجدت نفسى أكتب أولى كلماتى لأحكى عن تفسير خاص بى وربما بكم أصدقائى قد مر بخاطركم يومًا . ألم تستوقفكم تلك المواقف فى حياتكم؟

أعتقد أن جميعنا قد عاش هذا الموقف أو مرّ بتلك التجربة عندما لانجد من أبجديات اللغة مايساعدنا على التعبير فنجد ضالتنا فى الدموع ، ونجدها تتحول إلى حروف ومؤثرات فتجعلنا نتنحى جانبًا ، وتتحدث هى وحدها ، وحينها نجد أن تلك الوسيلة التى فرضت نفسها علينا لديها من البلاغة مالم نجده فى كل مفردات اللغة. 

كيف لهذه الدموع التى تنساب أن تحمل معها مشاعرنا ، وأحاسيسنا؟! هل هذا السائل الشفاف الرقراق هو خير من يعبر عن شفافية أرواحنا ويوضح ماانطوت عليه قلوبنا وكأن أنفسنا أصبحت ثقلًا علينا فحملتها دموعنا كقارب يسري تجاه من نحبهم بأقصى سرعة ليقول كل ماحالت بيننا وبينه جميع الطرق المتاحة ليصل إلى أعماق قلوب من يحبوننا فتتولى شكرهم والتعبير عن امتناننا لهم. 

من يحسنون إلينا فى زمنٍ أصبحت فيه الكلمات الطيبة سلعة باهظة الثمن أصبحت كالذهب النقى تحتاج لميزان شديد الدقة ولأداة تفرز كل أنواع البشر عسى أن نتعرف على الصادقين منهم ونستبعد المنافقين والمرائين.

كم وجدنا فى حياتنا أناسًا يمتلكون مشاعرًا لن تتكرر نجدهم حين يجعلوننا ننسى ثمانية وعشرون حرفًا ، ونتذكر فقط كلماتهم فنرد عليها بتلك اللغة الجديدة لغة البكاء ، ونجد فيها كل مانحتاجه لنستعين به لنعبّر عن مايجول بخاطرنا وماتحمله أنفسنا ومع الدموع يتوقف الكلام ونبقى فى حرم الصمت فهنا المتحدث البارع ظهر ، وتكلم فأخذنا من أيدينا كالأطفال لنعبّر بطريقتنا القديمة التى فطرنا الله عليها لقد كنا نفرح ونبتسم ، والدموع تسيل على وجنتينا أنهارًا ولكنها كما نطلق عليها جميعًا دموع الفرح.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3866 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.