الأربعاء , 15 مايو 2024

تعلم كيف تحب عملك..!

= 1893

Worker

 

لندن – ترينت هام

كان لي حديث مؤخرا مع امرأة تبلغ من العمر 66 عاما وقد تقاعدت من عمل كان مربحا إلى حد معقول، لتتحول إلى وظيفة مدهشة للغاية كـ "وظيفة تقاعدها": فهي الآن تعد وجبة الغداء للأطفال في مدرسة إبتدائية.

لماذا اختارت أن تقوم بهذا العمل؟ السبب بسيط للغاية، كما أخبرتني، حيث إن أحفادها وأصدقائهم وأحفاد بعض صديقاتها يدرسون في هذه المدرسة. وهي لديها خبرة واسعة في العمل في مجال الأطعمة والأغذية على مدى سنوات، وهي تريد أن تضع مهاراتها في صنع وجبات جيدة للأطفال الصغار الذين تهتم بهم.

الأمر ببساطة أنها تحب عملها. إنها حقا تستمتع بهذا العمل، وقد أدركت ذلك من خلال بعض القصص التي قصتها عليَّ. قلت لها إن عملها يبدو أنه لا يقابل بالاعتراف بالجميل أو المكافأة. فكرت قليلا ثم قالت لي شيئا مؤثرا جدا: "لو أنك تكره عملك فإن الوضع الجيد يمكن أن يصبح وضعا سيئا. ولكن لو أنك تحب عملك فباستطاعتك تحويل الوضع السيء إلى وضع جيد."

سألتها: ماذا تفعلين لو كنت تكرهين عملك؟ فألقت إليَّ بحكمة أخرى: "لو كنت تكره عملك، فعليك بالتوقف عن عمل الأجزاء التي لا تحبها من عملك واقض وقتا أطول في عمل الأجزاء التي تحبها. وأسوأ ما يمكن أن يحدث جراء ذلك هو أن يتم فصلك من عمل تكرهه، فهل هذه خسارة حقا؟ ولكن أفضل ما يمكن أن يحدث هو أن تبدأ في إنتاج عمل أفضل كثيرا يساعدك على تحسين وضعك."

قالت لي إن عملها هو أن تضع وجبات صحية لذيذة المذاق على الطاولة للأطفال. وهي تعلم ما هي الخطوط الإرشادية التي يجب عليها اتباعها وتهتم منها أكثر بتلك المتعلقة بالصحة، ولكنها يمكن أن تنفق ميزانية الطعام في طرق مبتكرة لتحصل على طعام صحي وممتع للأطفال. كما أنها لا تضيع وقتا في أعمال ورقية واجتماعات غير ضرورية، حيث تذكر أنه لو كان هناك شيء مهم فسوف يجدونها في المطبخ تؤدي عملها.

أعتقد أن كل عمل يمكن أن يستفيد من منظور هذه المرأة. في عملي السابق، كنت أكره الجانب الورقي والبيروقراطية في وظيفتي. وفي النهاية، وصلت إلى مرحلة كنت أتجاهل فيها هذا الجانب كثيرا حتى يتصادف أن يكون هناك فترة توقف عن العمل للراحة أو خلافه بين أوقات العمل – بعبارة أخرى، نقلت الجوانب التي لا أحبها من عملي إلى أدنى درجات سلم أولوياتي. نعم، فقدت بعض المواعيد النهائية القليلة، ولكن ذلك جعل من وظيفتي أكثر إمتاعا، ولدواعي الدهشة، أكثر إنتاجية أيضا.  

ومازلت أحافظ على هذه الفلسفة في عملي في الكتابة. ففي حالة عدم شعوري بمتعة في أداء العمل، أقوم بعمل شيء آخر، ودائما يجدي هذا السلوك معي. لماذا؟ لأنني إن انتقلت إلى شيء ما يكون ممتعا ومسليا، ولكن في نطاق نفس الأعمال التي أعملها في مهنتي، فإنني عادة ما أنتج شيئا عظيما. ولكن لو تجهمت في وجه الأجزاء المملة من العمل فإنني سأكرهها وأنتج عملا سيئا.

ويصح هذا الأمر على معظم الأعمال، إن لم يكن كلها، بدءا من تقليب قطع الهامبورجر (بعض الناس يؤدون بشكل أفضل في المطبخ وبعضهم يؤدون بشكل أفضل في الخدمة) إلى العمل المكتبي. لو كرهت عملك، عليك بمحاولة استكشاف ما الذي تكرهه فيه وقلل من أدائك في هذا الجزء. ثم عليك بمحاولة اكتشاف ما تحبه في عملك (أو على الأقل تكرهه بشكل أقل) وقم بزيادة أدائك في هذا الجزء. ربما تفشل في بعض التفاصيل القليلة، ولكنك ستنتج عملا أفضل كثيرا في الأجزاء الأهم. وأي رئيس في العمل يتميز بالكفاءة أو المهارة سيرى ذلك ويكافئك عليه (أو على الأقل يتغاضى عن الأشياء القليلة التي فقدتها).

وسأتركك مع قصة أخيرة لصديقة تدير متجرا. كان أحد العاملين يبدو غير راض، لذا أخذته جانبا وسألته ما المشكلة. "أنا أكره العمل على طاولة المحاسبة (الكاونتر)، أكره التحدث إلى كل هؤلاء الزبائن." فقامت بإبرام صفقة معه: إن هو أدى أداء أفضل في عمل آخر ستبعده عن طاولة المحاسبة تماما. ابتهج هو لهذا الأمر وتحسن أداؤه سريعا. والآن، أصبحت الحمامات نظيفة والأرضية يتم مسحها بانتظام، والبضائع يتم تخزينها، وأصبحت عاملة أخرى أسعد بالعمل على طاولة المحاسبة لأنها تحب التعامل مع الزبائن.

عندما لا تكره عملك، الجميع سيكسب. عليك باكتشاف الأجزاء التي تحبها وأعطها وقتا أطول من عملك. فكلما كنت سعيدا بعملك، كان إنتاجك أفضل. وإن كنت قلقا بشأن كيف سيسير العمل، تحدث مع رئيسك أولا بكل صراحة، ولكن دع العمل يمضي. ستؤدي أداء أفضل في عملك، وستذهب إلى بيتك وأنت أكثر سعادة، وتزيد احتمالات حصولك على مكافآت أفضل.

 

شاهد أيضاً

بدء تشغيل 5 محطات مترو جديدة بالمرحلة الثالثة للخط الثالث..وإقبال كبير على استخدام المحطات الجديدة

عدد المشاهدات = 56 بدأت 5 محطات مترو جديدة بالمرحلة الثالثة للخط الثالث للمترو، استقبال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.