بقلم: صفية مصطفى امين
ذهب الرجل إلي البنك مع ابنته وأودع 3 ملايين جنيه. ربط المبلغ وديعة لمدة عام، وأعطي لابنته حق التوقيع والسحب من الوديعة ماتشاء. سأله الموظف المسئول عن عمر إبنته فقال إنها بلغت الواحد والعشرين من عمرها. وسأله إن كانت متزوجة، فقال إنها آنسة. نبه الموظف الاب أن إعطاءه لابنته حق التوقيع، يمنحها الحق في سحب المبلغ كله في أي وقت تشاء. لكن الاب أصر علي أن يمنحها حق التوقيع لأنها محل ثقته.
وبعد حوالي عشرة شهور ذهبت الابنة وحدها إلي البنك وطلبت أن تسحب المبلغ كله، فحذرها الموظف أن سحب المبلغ سيحرمها من الفوائد التي تستحقها في نهاية العام. فقالت له إن والدها في أشد حاجة إلي المبلغ الآن. فاقترح عليها الموظف أن تقترض ميلغا بضمان الوديعة. ولكن الابنة أصرت علي صرف المبلغ كله.
وفي آخر العام ذهب الاب إلي البنك، ليسحب فائدة الوديعة. فقيل له إن إبنته سحبت كل المبلغ. لم يصدق واتجه إلي مدير البنك الذي أكد له نفس الكلام. فأغمي عليه وحملوه إلي المستشفي. وبعد أن استرد صحته، حاول أن يستعيد المبلغ أو بعضه، ولكن الابنة رفضت وأصرت علي الرفض.
ما هذا العقوق! إنه يثير الاشمئزاز. لا أحد يعرف سببا لتصرف الابنة . فالاب يعشق ابنته، ولم يسئ لها يوما. لم يتزوج امرأة بعد وفاة والدتها حتي يقال إنها أرادت تنتقم منه.
أتصور أن هذه الابنة بلا تجارب في الحياة. أحبت شابا افاقا نصابا غرر بها وحرضها علي إرتكاب هذه الجريمة. وسوف تكتشف هذه الابنة السارقة أن حبيبها سوف يسرقها كما سرقت أباها ويلقي بها في عرض الطريق.
ما أبشع عقوق الابناء!
———-
(كاتبة بأخبار اليوم)