السبت , 18 مايو 2024

داليا جمال تكتب: قليل من النحنحه..كثير من الدموع!

= 1920

Dalia Gamal


وبينما هو غارق فى أمنياته بين اليقظة والنوم، تحول الحلم إلى حقيقه، وحديث النفس إلى حوار بينه وبين شيطانه، الذى باغته بسؤال واضح وصريح بينما يكشف بنظراته أغوار نفسه المخفيه قائلا :إنت عاوز إيه يا شيخ ؟

فنظر إلى إبليسه على استحياء قائلا: عاوز أبقى مشهور ،وعاوز فلوس كتير مالهاش أول من آخر،وعاوز عربيات ،ونفسى أقابل الملوك والرؤساء ،عاوز أودع أيام الضنك والشقا،وانسى البؤس، والضنا من أيام ماجيت من البلد حافى وما حيلتيش غير بنطلون واحد قصير أغسله واقعد جنبه استناه لما ينشف!

عاوز أرجع بلدنا فى عربيه 7 متر ،والبلد كلها تتقلب من عمدتها ..لغفرها.. ﻷهلها..وكله ييجى يطلب البركة ويقبل اﻷيادى !

وعاوز اتجوز مثنى وثلاث ورباع أحلى نسوان فى الدنيا ..إشى مصرية..، وإشى سورية ،ولبنانية ،على كويتية…عاوزهم يأتيننى طائعات ..صاغرات..يطلبن الحظوه بقربى، ويحلمن أن تحل عليهن بركاتى …وكله بالحلال!!

إبتسم شيطانه ابتسامة شيطانية قائلا بينه بين نفسه ..آه يا بن اﻷبالسه !! وقد فطن الى ما ينبض به قلب الشيخ من أمنيات محظوره لا يجرؤ على أن يفصح عنها ولو بينه وبين نفسه !!

فقال له بنبرة الواثق : خلاص تاهت ولقيناها !! عيط .فنظر اليه الشيخ نظرة بلهاء تنم عن استخفاف !! فنهره الشيطان بنظرة آمره قائلا مرة أخرى : قلت لك عيط !

فتساءل الشيخ ..أعيط على إيه وإزاى ؟ فأجابه شيطانه بدهاء : بسيطه ..إعمل زى أمك لما كانت بتبقى عاوزه حاجه من ابوك ، فاكر كانت بتعمل ايه ولا افكرك ؟؟ فأجاب الشيخ وقد لمعت عيناه بلهفة من وقع على كنز قائلا: أمى كانت بتتسهوك شويه كده ، وتتنحنح شويتين..وتتمسكن وتعيط .

فباغته شيطانه متسائلا : ها..؟؟ وأبوك كان بيعمل ايه ساعتها ؟

قال الشيخ وقد اشتعلت عيناه ببريق خبيث : كان "بينخ زى الجمل "،وساعات يحق نفسه ليها مع انها هى الغلطانه !! لكن من كتر السهوكه كان ممكن يقعد جارها ويعيط ! .

وهنا قال له قرينه الشيطانى ..خلاص يبقى من هنا ورايح ماعليك غير انك تعيط ! إفتح الحنفيه عاﻵخر ،مع شوية سهوكه ،وحبة مسكنه..ودموع…دموع…دموع على أد ما تقدر…"سح "!!وتركه وهو يربت على كتفه كمن يمنحه بركته قائلا : إتطمن هتوصل..وابقى طمننى عليك..!

ومن يومها ..لم يكذب شيخنا خبر ، وانهمرت دموعه أنهارا،وكلما صلى بالناس ..بكى وعيط !! وكلما خطب فيهم إزداد تلونا كالحرباء…فبكى وانتحب ورفع جرعة السهوكه، وكلما سقطت دموعه وابتلت لحيته وارتفعت نبرة المسكنة فى صوته ،كلما تزايد المريدون واشتعلت قلوب المعجبات فتنة بمولانا !! حتى ملأ صيته السمع والبصر ،وتوالت عليه دعوات الملوك واﻷمراء ، يدعو لهذا بطول العمر ،ويصب لعناته على أعدائه وكارهيه ،فتنهال العطايا والهبات ،وتمتلئ أرصدة الشيخ فى البنوك بالدولارات والريالات . حتى أصبح شيخ البكائين همزة وصل بين الحاكم والمحكومين !!!

بإشارة منه تقوم الدنيا فلا تقعد ! وبنظرة رضا من عينيه يتحول الحاكم الطاغية الى خليفة المسلمين المبعوث رحمة للعالمين …" وكله بتمنه " !! ومن يدفع لمولانا اكتر يحصل على البركات والدعوات ،وإﻻ فإن آلاف المجاهدين من المريدين والمغيبين متأهبون للموت تحت راية الجهاد بأمر مولانا.!! انتظارا لملاقاة حور العين .!!وما على مولانا إلا أن يدعو.. ثم يدعو…ويعيط !!

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 2347 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.