حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
في عام 2022، كتبت مقالاً بعنوان “توأم روحي”. كان عن والدي – الرجل الذي رحل قبل عشر سنوات، ولم يغب يوماً عن قلبي. كتبته في لحظة ضعف – أو ربما في لحظة شجاعة – لا أعلم. كل ما أعرفه أنني بعد أن نشرته… لم أستطع العودة للكتابة.
ثلاث سنوات من الصمت.
لم أكن أتخيل أن ذلك المقال سيكون آخر ما أكتب. في البداية، ظننتها مجرد استراحة قصيرة. “سأعود قريباً”، قلت لنفسي. لكن الاستراحة امتدت: يوماً بعد يوم، شهراً بعد شهر، حتى أصبحت ثلاث سنوات.
سألت نفسي: “ماذا أكتب؟ ولمن يهتم بما أكتب؟”
في بداية 2022، عادت كل المشاعر التي اعتقدت أنني تجاوزتها: الخوف، القلق، الوحدة. وجدت نفسي بلا شيء أخسره – فكتبت “توأم روحي”. ظننت أن الكتابة ستريحني. لكنها أوجعتني. كسرتني.
كان من الأفضل – هكذا ظننت – أن أتوقف. أن أترك مشاعري داخلي، مدفونة، دون أن أفتح باباً آخر يؤلمني.
بعد أن نشرت المقال، أصبحت فارغة. كل شيء أصبح بلا معنى. الطاقة نفدت. الرغبة نفدت. الكلمات نفدت.
لم أحاول حتى لكنني تعافيت.
ببطء. بألم. بصعوبة. وعاد الأمل – ليس إلى ما كنت عليه، بل إلى نسخة أكثر نضجاً.
أعود الآن لأنني أدركت شيئاً: “توأم روحي” لم يكن نهاية – كان بداية.
أعود لأنني تعلمت عن نفسي أشياء رائعة: تعلمت أنني صنعت فارقاً في حياة الآخرين. لم أكن أعرف قيمة الكلمات التي أكتبها بصدق كامل. لم أكن أعرف أن هناك من يقرأ – ويشعر: “أنا لست وحيدة”.
أعود لأنني أريد أن أكتب – ليس لأنني يجب أن أكتب.
وهذا هو الفرق.
إذا كنت مثلي – توقفت عن شيء تحبه، وتشعر دائماً بالذنب – اسمح لنفسك أن تخبرها: “التوقف ليس نهاية. أحياناً، نحتاج إلى التوقف لكي نبدأ من جديد.”
ثلاث سنوات مرت. وأنا الآن هنا. تعافيت. وأدركت قيمة كلماتي. كانت رحلة تستحق أن أعيشها.
آخر ما كتبت كان “توأم روحي” – وهو أيضاً بداية عودتي.
شكراً لك، أبي. كما دائماً، تصنع فارقاً في حياتي – كما كنت تفعل دائماً مع ابنتك.
والرحلة مستمرة.
