الجمعة , 17 مايو 2024

هبة عمر تكتب: ندي ودانية!

= 1385

Heba Omar

ندي ودانية زهرتان ودعتا الحياة مثل آلاف غيرهما علي الطرق، لأن العجز عن تطبيق القانون وضبط حركة السير علي الطرق يجعل السلامة مفقودة في كثير من الأحيان، ويسقط الضحايا في كل حادث نتيجة حتمية لوجود خلل يحتاج الي علاجه، ولكن رحيل ندي ودانية المحزن كان بداية لحملة تطالب بتنفيذ القانون بصرامة، ومبادرة شعبية للتوعية ضد مخاطر الطرق وأساليب القيادة عليها .

والحقيقة المؤلمة هي أن حوادث الطرق في مصر مشكلة مستعصية علي الحل، فهي تتكرر في كل مناسبة، وبدون مناسبة أيضا، وهي تهدر من ٣ إلي ٥بالمائة من الناتج القومي، طبقا لتصريحات المسئولين، وتتسبب في قتل أكثر من ٣٠ شخصا يوميا وإصابة من ١٥٠ الي ٣٠٠ شخص يوميا، ورغم ان نسب وفيات حوادث الطرق في مصر، من اعلي النسب عالمياً، ومرشحة ان تتضاعف اطرادياً خلال الأعوام القليلة القادمة، إلا أنها لا تشكل حتي الآن أي نسبة في اهتمام الحكومة الحالية أو كل الحكومات التي سبقتها!

ولاتزال حوادث الطرق قضية غير مُلِحة عند من يملكون اتخاذ قرارات تعدل "الحال المائل" فيحدثون تغييرا حقيقيا يلمسه الناس ويجبرهم علي إحترام الطريق وقواعد السير والقيادة عليه، ويجبر أيضا الجهات المسئولة علي تطبيق القانون والقواعد، وتنفيذ الإصلاحات الضرورية والصيانة اللازمة في الوقت المناسب، مثل كل الدول التي تهتم بسلامة مواطنيها.

مؤخرا قدمت مؤسسة " ندي" من أجل طرق مصرية آمنة، عدة اقتراحات للحد من حوادث الطرق تتلخص في عدة نقاط :

١) يتعهد رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، ورئيس الهيئة العامة للطرق والكباري، وزير النقل، وكل المحافظين بأن قضية إصابات ووفيات حوادث الطرق علي قمة أولوياتهم وخفض نسب حدوثها (رقم مدروس) خلال الشهور الثلاثة القادمة.

٢) يكلف رئيس الوزراء مجموعة عمل تحت ادارته ورئاسته المباشرة، مسئوليتها متابعة وتنسيق وتقييم تنفيذ الخطط التي تضعها وزارة الداخلية والنقل وهيئة الطرق والمحافظين.

٣) تطبيق القانون الموجود بحزم وباستمرارية وبعدل، سرعات منخفضة ،الالتزام بالحارة اليمني حول المدن الآهلة بالسكان ،ممنوع الركن الا في أماكن آمنة مخصصة للركن، والكشف المفاجئ علي السائقين، ووجود كشف بعدد الساعات اللي قادها السائق خاصة في النقل الثقيل ،علي الا تزيد علي ١٢ ساعة في اليوم، حتي لا يعمل سائق النقل الثقيل عدد ساعات فوق طاقة قدرته الجسمانية، قد تصل الـ ١٦ ساعة واكثر، مما يزيد من فرص وقوع الحوادث.

٤) ضرورة وجود دوريات شرطة متحركة ومدربة ومؤهلة للتعامل مع تعديات معايير السلامة داخل منظومة الطرق… وليس فقط لجان ثابتة غير مدربة علي التقاط ما يهدد او يتعدي علي معايير السلامة (السلامة لا تعني فقط معاينة الرخصة وتحصيل الغرامة) وتتواجد هذه الدوريات علي جميع الطرق السريعة، ولكن حتي يتم توفير الموارد اللازمة علي المدي القصير/المتوسط، تتواجد علي اكثر الطرق خطورة وثبت تكرار الحوادث عليها (يوجد خريطة علي مستوي الجمهورية بتحديد اكثر الطرق خطورة).

٥) ان تتحمل الشركات الكبيرة التي تستأجر سائقي النقل جزءا من مسئولية الرقابة علي ما سبق ذكره ومع المسئولية يأتي نظام ثواب وعقاب للشركات التي تضمن او لا تضمن شروط السلامة في العربات او السائقين، وكذلك نقابة قائدي النقل البري وهي تقوم بتقييم ومراقبة ما سبق.

٦) اعادة تقييم وسيلة تقييم قدرات سائقي النقل الثقيل.

٧) ازالة كل المخالفات علي الطرق وإصلاح الحفر والمطبات وإزالة العوائق.

القاتل الحقيقي علي الطريق هو استمرار الصمت والتجاهل والإهمال وكلنا مسئول عنه..مواطنين وحكومة.

———-

hebaomar55@gmail.com

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 46 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.