الإثنين , 16 يونيو 2025

هبة عمر تكتب: تحيــــــا المنظـــــــومة..!

= 1776

Heba Omar


بشرتنا الحكومة  بالإعلان عن تطبيق منظومة  جديدة  للنظافة  بالتنسيق بين وزارات  البيئة  والتنمية  المحلية  والمالية ، الأولي تخطط وتشرف علي التنفيذ، والثانية تقوم بالتنفيذ، والثالثة تدبر التمويل، وبشرنا وزير البيئة خالد فهمي  في شرحه للمنظومة الجديده، بأنها تضم إنشاء مدافن صحية للقمامة في أنحاء مصر، وإنشاء 66 مصنعا لإعادة  تدوير القمامة، مصرحا بأن اسلوب الجمع من المنازل هو الأفضل، ولا مانع من عودة  تربية  الخنازير خاصة  أن القانون لا يمنع ذلك !

كل ماسبق من تصريحات ليست جديدة بالطبع، وكل متابع مهتم بمشكلة  المخلفات الصلبة في مصر يعرفها تمام المعرفة، ويعلم أن حجم مخلفات المنازل بلغ 138 مليون طن في عام 2010  (تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء   ) ولم تنجح محاولات الدولة في التخلص منها رغم الاستعانة بشركات أجنبية قادتنا بدورها  إلي مشكلات كثيرة بسبب أخطاء في عقودها مع الدولة، وأن التوقعات تؤكد أن حجم هذه المخلفات سوف يصل في العام الحالي إلي 30 مليون طن.

 ولدينا بالفعل مصانع تدوير للمخلفات أغلبها مغلق لسوء الإدارة ونقص الكفاءة، وأشار تقرير وزارة  البيئة   عام 2011،  إلي أن حجم المخلفات الصلبة  الناتجة  عن استخدامات المنازل فقط تبلغ سنويًا 21 مليون طن، أي أن المعدل اليومي لإنتاج المخلفات الصلبة  يبلغ 58 ألف طن، في حين أن ما يعاد تدويره من هذه المخلفات لا يتعدي 20% منها.

ويؤكد التقرير أن عمليات التدوير لا تتم وفق الشروط البيئية  الصحية . أما عن المخلفات الزراعية  فقد قدرها التقرير بنحو 52 مليون طن في العام، وأن ما يعاد تدويره منها أقل من 15%، مؤكدا أنه في حال إعادة  تدوير 50% من المخلفات الزراعية ، ستحصل مصر علي مجموعة  من العوائد الاقتصادية  السنوية ، منها طاقة  «البيوغاز» بما يعادل 2.6 مليون طن بترول، ونحو 19.8 مليون طن من السماد العضوي، ومليون طن سماد سوبر فوسفات، ونحو 541 ألف طن من سماد نترات الأمنيوم، ورغم ذلك مازلنا بعد كل هذه الدراسات والتقارير محلك سر !

 الجديد بالفعل في تصريحات وزير البيئة حول ما يسميه «منظومة جديدة» هو ماذكره عن وجود تقييم كل أربعة  أشهر لما تم، وهذا هو الإنجاز الحقيقي الذي أتمني أن يتم، لأن التقييم «فضيلة غائبه» غالبا فيما يتعلق بمشكلات النظافة في مصر، رغم وجود مصريين خبراء مشهود لهم دوليا في هذا المجال، وتستعين بهم دول نجحت في معالجة  مشكلة  المخلفات، ولكنهم غائبون عن دوائر صنع القرار  ووسائل الإعلام !

واذا كان وزير البيئة بنفسه يخبرنا في تصريح له أن مصر ضمن أسوأ  عشر  دول في العالم في التلوث بسبب الأتربة والقمامة، يحق لي كمواطنة مصرية مهتمة أن أسأله وماذا أنتم فاعلون ؟ وماهو الجدول الزمني للمنظومة الجديدة التي أعلنت عن بدء تطبيقها في محافظات الجيزة والاسماعيلية والاسكندرية ؟ وهل نتوقع أن تنتهي مشاكل القمامة المتراكمة بها خلال عام مثلا أو أكثر أو أقل ؟ وماهي الفترة المتوقعة لإنشاء مصانع تدوير ومدافن صحية ؟ ومع تشجيعك لعودة  الجمع من المنازل باعتباره الحل الأمثل كيف تضمن ألا تتكرر أخطاء الماضي كلها ونجد جبال القمامة متراكمة مرة أخري في الشوارع والأراضي الفضاء وحول الكباري والطرق؟

ويبقي المقياس الحقيقي لنجاح أي منظومة هو مانلمسه علي أرض الواقع، ويتخطي كل الصعوبات ويعالج المشكلة من جذورها معالجة صحيحة ودائمة ولو مرة واحدة، ولو تحقق هذا  وجبت التحية للمنظومة ومن وضعوها ونفذوها، ونحن في انتظار أول تقييم بعد أربعة  أشهر…لعل وعسي.

——

hebaomar55@gmail.com

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: قافلة الصمود.. مع من.. وضد من؟

عدد المشاهدات = 1868 – القافلة .. ظاهرها حق وواجب دينى و قومى وفى باطنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.