الخميس , 16 مايو 2024

نهى القاضي تكتب: بشتري حياة..مين يبيع؟

= 2563

Noha Kady


حرية الاختيار حق لكل إنسان، في العلاقات الشخصية كالحياة العامة، لا أنشغل بتقييمك الشخصي لشريهان أبوالنور، أو بحكمك على ما تلقته من تربية وتعاليم دينية، ولا يشغلني هنا سوى الانصاف.

 فاجأتنا  شريهان أبو النور (فتاه مصرية ثلاثينية) برغبتها في أن تصبح أمًا باتفاق مسبق بينها وبين متبرعٍ ما بحيواناته المنوية، مقابل أجر مادي، أطلقت عليه "تحويشة عمرها".

«أحلى حاجة في الدنيا الأطفال.. لو أقدر، كنت جبت دستة، بس أنا ماتجوزتش قبل كده، ولا عايزة أتجوز، أنا ناجحة جدًا في حياتي العملية، عايشة عيشة مريحة ومش محتاجة حد يسندني ماديا…بس باخاف قوي من الوحدة الحل الوحيد اللي قدامي إني أبقى أم».

هكذا أعلنت شريهان  أبوالنور على صفحتها في "فيس بوك"، أعلنت – بعفوية وبساطة –  رغبتها المشروعة في أن تصبح أمًا، في أن يخرج من رحمها  طفل تسعده وتسعد به وتراه يكبر أمام عينيها.

تتابع شريهان على صفحتها: «إبتديت أسأل على موضوع تجميد البويضات علشان أطول المدة اللي أعرف أحمل فيها، المهم وأنا بعمل تحاليل اكتشفت إن عندي مشكلة بتخلي نسبة حملي ٤٠٪ وإن كل ما الوقت بيعدي، فرصتي في الخلفة بتقل، أنا قررت إني أعمل عملية تلقيح صناعي مع شخص مستعد يتبرع بحيواناته المنوية في مقابل مادي، الموضوع هيمشي رسمي: (مأذون- أنبوبة معمل- مأذون)، أنا بس عايزة طفل من غير لا غرام ولا انتقام».

معاناة ملايين من الفتيات يعتصرهن الوحدة والحرمان والعلاقات العابرة وغير المكتملة نتيجة لعوامل مادية واجتماعية ونفسية، وضجر عام وسوء تكيف وسوء أوضاع وبطالة وفقر إلى آخره .

من حق الجميع أن يكون له رأيه الشخصي في ما طرحته شريهان أبوالنور، سواء مؤيد أو معارض، لكن لا يحق لأحد أن يسلبها حقها الغريزي في أن تصبح أما "بفلوسها" 
وهى قصة مكررة فعديد من الشباب يتلهف على الإيقاع بامرأة ولو مسنة واضعًا عينيه نصب أموالها، قصة تحدث وستحدث مرارا وتكرارا، لتكشف ازدواجية البعض في التعامل، فبعض هؤلاء الشباب نهرها بأبشع الألفاظ، في حين أنه لو عرضت عليه الفكرة بشكل آخر سيتقبلها، لكنه يقوم بإهانتها بذريعة المجتمع والعادات والتقاليد، 
سنرد بأننا تضامنا مع هدير مكاوي، وقبلها زينة وهند الحناوي، في أن يكنَّ أمهات بلا آباء بعدما تنصل الأب في كل الحالات السابقة.

شريهان ضحية حرمانها واحتياجها لإشباع رغبة مشروعة ملحة فى الأمومة، في ألا تموت وحدها، والجلاد واحد في كل حالة، المجتمع، ويغفل الجلاد أنه هو من أوصلها لتلك الرغبة دون إشباع في هذه السن، هو من تركها فريسة لقسوة العنوسة تنهش ما تبقى من مشاعرها إلى أن تتحول لكائن بائس لا رغبة له في شيء سوى الموت.

شاهد أيضاً

هبة حسين تكتب: شريحة إلكترونية فى الدماغ

عدد المشاهدات = 62هل يمكن فى المستقبل أن نحمل جميع بياناتنا وأدواتنا الشخصية داخل أجسادنا؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.