الخميس , 26 يونيو 2025

مي الشاذلي تكتب: نعمة الوجود

= 6697

لك أن تتخيل أنك اشتريت هدية ما لشخص ما وأعطيتها له ولكن لم تنل إعجابه فردها إليك فبماذا ستشعر؟ – أردت التقريب قدر المستطاع- ولله المثل الأعلى، الله عز و جل أعطانا أجمل نعمة وهي الوجود، الروح التي نعيش بها والجسد والعقل الذي ميزنا الله به عن سائر الكائنات الحية.. نِعم الله حولنا في كل مكان وبنا أيضا.. إذا تأملنا فقط لن نستطيع حصرها.

فلماذا كل حالات الانتحار هذه؟ ولماذا كل هذه النظرات السوداوية للحياة؟

هل لأننا نسينا الهدف والسبب لوجودنا في الدنيا؟ أم لأننا نظن أننا يجب أن نعيش في هذه الدنيا كالملائكة في الجنة؟

بالتأكيد لأننا علقنا آمالنا وحياتنا على أشياء دنيوية فانية مثل الدراسة والحب والأصدقاء والعمل إلخ.. فإذا جاء لنا أي مصدر إحباط أو خذلان من أي منهم ستُغلق كل أسباب الوجود في الحياة في وجوهنا..

فلنعد لرشدنا.. حقا لقد غابت عقولنا بشكل مرعب، نعم تمر على الجميع الصعاب والخذلان والإحباط ولكن أليس هذا لأننا في اختبار كبير وأن الدنيا هي دار الامتحان الأكبر لكي نفوز بالجنة التي لن تُعاش في الدنيا.. فلا تخلطوا بين الأمور والترتيبات الإلهية..

نحن بالله أقوى دائما.. فلا تلُم الدنيا على ضعفك وبُعدَك عن الله وتقصيرك في عباداتك والاستسلام للشياطين ووساوسهم، فكلما ابتعدت عن عباداتك ستتمكن من تفكيرك وساوس الشيطان..

فكيف نبتعد عن الله وننتظر أن نكون أقوياء في الصعاب والابتلاءات.. ونطلب من الله العون وعندما تكون حياتنا هادئة ومستقرة نعود مرة أخرى مُقصرين..

فاللهم قربنا إليك قُرب المُحبين المُشتاقين لجنتك ورحمتك، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا.

———————–
* طالبة بكلية الآداب – جامعة القاهرة.

شاهد أيضاً

سهير عمارة - كاتبة 023

“مسرح الحياة: حين ينتصر الزيف وتُغتال الحقيقة” بقلم: د. سهير حسين عمارة

عدد المشاهدات = 5141 الحياة ليست سوى مسرح كبير، تتعدد عليه المشاهد، وتتشابك فيه الأدوار، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.