حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
هي جريمة مخلة بالشرف في كل دول العالم المتقدم..التهرب الضريبي الذي يضيع علي موازنة الدولة 250 مليار جنيه سنويا. فالضرائب هي أحد أهم موارد الدخل القومي ،والسعي لضبطها ومنع التهرب منها عائده أفضل كثيرا من السعي لإلغاء الدعم علي طبقات لا تحتمل ،وهي في الاغلب نفس الطبقات التي تقدر عليها الدولة والذين يتم خصم قيمة الضرائب من أجورهم الشهرية قبل ان تصل الي أيديهم..
هم طبقة الموظفين والعاملين في الهيئات والقطاعات المختلفة.. هم المقدور عليهم دائما عن اتخاذ أية قرارات اواجراء اية اصلاحات. في حين انه من المفترض ان يكونوا هدفا لأوجه الانفاق ،وليس مصدرا للدخل.
فتمويل قطاعي التعليم والصحة يتم من أموال دافعي الضرائب. وزيادة حصيلة الضرائب تعني زيادة الموارد المالية لهذين القطاعين المهمين، كما تعني سيولة مالية لموازنة الدولة التي تعاني عجزا يزيد عن 174 مليار جنيه.. وقد أعلنت مصلحة الضرائب مؤخرا انها تلقت أكثر من 2 مليون اقرار ضريبي بقيمة 3.3 مليار جنيه وبزيادة نصف مليار عن العام الماضي. وذلك عقب انتهاء المهلة التي منحتها للممولين لتقديم اقراراتهم الضريبية والتي انتهت بنهاية الشهر الماضي. .
وخلال السنوات الماضية تعتمد مصلحة الضرائب علي حث الممولين علي الالتزام بدفع ضرائبهم وايقاظ ضمائرهم وهو ما لا اراه اسلوبا ذا جدوي. فالالزام يكون بوضع نظام صارم للدفع يحوي عقوبات وغرامات علي المخالفين والمتهربين بعد مهلة للدفع »بالتي هي أحسن» .. اما المناشدة والحث فلا جدوي من ورائهما.
ولتكف الحكومة عن تحميل عبء عجزها علي الطبقات المطحونة ،وبدلا من التفكير في أنواع جديدة من الضرائب كالقيمة المضافة وغيرها فلتفكر الدولة في تحصيل أموالها من القادرين ،وليس المقدور عليهم.
———-
mona.alazab@gmail.com
