الجمعة , 17 مايو 2024

منى العزب تكتب: صفارات الإنذار

= 1476

Mona Azab 3


تبقي علاقة الأنظمة السياسية بالإعلام أحد معايير الحكم عليها وتقييمها حتي بعد سنوات من زوالها.

ففي حين كان الإعلام سندا للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، وهي العلاقة المثلي التي يتمناها اي زعيم ، كانت مساندته وبالا عليه فلم يكن الزعيم يري إلا رأيه ولا يسمع إلا التصفيق والتهليل فكانت النكسة والتي اعتبرها النهاية الحقيقية لحكم ناصر وليس وفاته ، وهي النهاية الطبيعية لنظام لا يدرك دور الاعلام.

وبعد انتهاء حكم الزعيم المحبوب من الشعب والذي حظي بتأييد لم يحظ به رئيس آخر، جاء الرئيس السادات إلى الحكم فكان اول ما فعله هدم المعتقلات واطلاق سراح المحبوسين في قضايا سياسية وهوما كان احد مقومات تحسين العلاقة مع شعب لم يكن من السهل عليه قبول احد بعد زعيمه الراحل.

إلا ان الرئيس السادات لم يتحمل رفض بعض الإعلاميين لإتفاقية السلام، والتي انقسم حولها الشعب فما كان منه الا ان دافع عن قراره بتوقيع الاتفاقية وحبس كل من عارضها من الكتاب ، وفي بداية لسيناريو النهاية ، وكان حادث اغتياله بعد شهور من ممارساته تجاه الإعلام.

وعندما تولي الرئيس مبارك حكم البلاد كان قد اكتسب الكثير من الخبرة من سابقيه بجانب عمله كنائب للرئيس لعدة سنوات. ماوعاه مبارك ان الحاكم في حاجة لوجود معارضة حتي ولو كان يمارس تجاهها بعض المضايقات من آن لآخر إلا انه ادرك ان عليه ان يحتفظ بها كواجهة سياسية تعبر عن وجود الديمقراطية امام العالم وكوسيلة من وسائل التنفيس يضمن عدم الانفجار وبما يضمن استمرار نظامه ، وكان ذلك احد مقومات استمرار حكمه ثلاثين عاما حتي جاءت ايضا لحظة بداية النهاية بإجراء الإنتخابات التشريعية 2010 والتي لم تلتزم بمعايير المرحلة ، ولم يسمع فيها اويعتبر لصوت المعارضين فكانت شرارة انطلاق ثورة يناير التي اطاحت به وبنظامه.

اما الرئيس محمد مرسي فقد سمح في بداية حكمه بمساحة من الحرية للإعلام لم يكن يتوقعها أحد ، إلا انه من الواضح انه ضاق بها ولم يقو علي تحملها.

حقيقة لاخلاف عليها ..بالرغم من ان الإعلام آداة إزعاج للأنظمة إلا انه بمثابة صفارات الإنذار التي يجب الإعتبار لها لأن من يمضي بسرعته متجاوزا لها او متجاهلا لأضوائها الحمراء يكون قد وصل حتما لبداية النهاية.

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 212 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.