الأحد , 19 مايو 2024

منى العزب تكتب: سلاح يحتاج إلي تطهير!

= 1443

Mona Azab 3


كأي سلاح ظل الإعلام أداة يمكن استخدامها للحق كما يمكن استخدامها للباطل. وكما كان حاله مرتبطا بحال الدولة ظل دائما مرآة لها، يعكس الكثير من سوءاتها اكثر ما يعكس محاسنها.

وقد أظهرت الأحداث التي حدثت مؤخرا، من قيام احد الاعلاميين بنشر صور مسيئة لأحد أعضاء مجلس الشعب المنتخبين ، ما وصل اليه حال الاعلام في الآونة الأخيرة.

فالإعلام أصبح وسيلة للضغط علي بعض الشخصيات بهدف اثنائهم عن اي دور اعتزموا لعبه في البرلمان القادم ، وفي نفس الوقت ورقة تهديد لكل من تسول له نفسه ان يخرج عن السياق داخل البرلمان، او خارجه. ووسيلة للصراع بين القوي المختلفة.

وطالما ان مبدأ انتهاك الحياة الخاصة للأفراد ، والتي ينص الدستور علي حمايتها ، أصبح ينتهك تحت سمع وبصر الجميع ودون ضابط او رابط. وأصبح الإعلاميون يعرضون مكالمات ، فيما اصطلح علي تسميته «بالتسريبات» ،التي تنتهك خصوصية الأفراد ، ولايمكن ان يتم تسجيلها او الحصول عليها إلا بمعرفة الأجهزة الأمنية. كل ذلك حدث دون ان يتحرك أحد لمنعه، فكان من الطبيعي ان تصل الأمور إلي ماوصلت اليه خلال الأيام الماضية.

ولا يهمني ان كان ما تم عرضه من صور ، اومكالمات تليفونية ، او مقاطع فيديو صحيحا او مفبركا ، فلم اسع لمشاهدته ، ولكن ما يهمني هو انتهاك الحياة الخاصة للأفراد ، والسعي لتلويث سمعتهم ، ثم انحدار الاعلام لهذا المستوي المتدني ، وتحوله إلي سلاح في يد القوى المتصارعة بدلا من ان يكون سلاحا في يد الشعب صاحب السلطة العليا في الدولة.

وسوف يظل الحال كما هو عليه مالم يتحرك شرفاء المهنة لإنشاء مجلس للإعلام يضعون معاييره بأنفسهم ووسائل العقاب لكل من يخرج عن آداب المهنة ، وقوانين تنظم عمل الاعلام تطهيرا لأنفسهم وتربأ بمهنتهم عن ان تنحدر إلي هذا المستنقع. ابناء المهنة من الشرفاء ، وهم كثر ، هم الأقدر علي تطهير انفسهم بأنفسهم حتي لا تكون فرصة للوصاية أو التدخل من جانب المغرضين.
—————
mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 3162 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.