حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
أعاد مشروع قناة السويس الجديدة تعريف مصطلح "المشروع القومي" والذي ارتبط لدي المصريين خلال السنوات الاخيرة بالفشل اوبالضآلة.
فقد اطلق مسمي المشروع القومي علي مشروعات كثيرة كان مصيرها الفشل منها مشروعات "للنهضة" ومنها مشروعات زراعية لم تحقق المتوقع منها كما اطلق علي مشروعات لإنشاء مبني اوكوبري فكان الإنجاز اقل من ان يطلق عليه مشروعا قوميا.
اما الآن وبعد افتتاح اول مشرع قومي حقيقي منذ انشاء السد العالي، وهو مشروع انشاء قناة السويس الجديدة فلا يجب ان يطلق هذا الاسم إلا علي انجاز بهذا القدر، اويزيد، تحقق في فترة زمنية قصيرة، وبكفاءة عالية.وذلك للحفاظ علي قيمته فهذا هو مستوي ما يمكن ان يطلق عليه مشروعا قوميا.
اهمية المشروعات القومية لاتكمن فقط فيما تحققه من انجاز، رغم ضخامته، ولكن قيمتها تكون ايضا فيما تبثه في نفوس الجماهير من ثقة بالنفس، وقدرة علي الفعل، وهذا هو المهم. فهذا المشروع لايجب ان يكون آخر طموح المصريين ولكنه نقطة لبداية سلسلة من المشروعات علي كافة المستويات.
وكما كان حجم الانجاز بهذه الروعة اتمني ان تتم ادارته بنفس مستوي الروعة حتي يحقق المتوقع منه من استثمارات ويكون مثالا لما يمكن ان يحققه المصريون.
انتظر المشروع القومي القادم وليكن اصلاح منظومة التعليم التي ندرك جميعا اهميتها في بناء الدولة الجديدة. وضآلة ما تحقق فيها من انجاز خلال السنوات الماضية، بما فيها سنوات مابعد ثورة يناير.
انتظر مشروع قومي للصحة لا يقتصر فقط علي تطوير المستشفيات، وتحسين الخدمة الصحية بها، وانما يمتد ليقضي علي كل ما يؤثر سلبا علي الحالة الصحية للمواطنين وفق منظومة عمل متكاملة متوافقة، وفي فترة زمنية محددة.
انتظر روحا مصرية جديدة تغير من ثقافة العمل لتحولها من مجرد "الآداء" لترقي الي مستوي "الإنجاز" يبثها القائمون علي رأس الجهاز التنفيذي للدولة. روح ما بعد 6 أغسطس.
———————
Mona.alazab12@gmail.com
