الأربعاء , 25 يونيو 2025

عزة الفشني تكتب: المراهنات الإلكترونية وأحلام الثراء السريع

= 8327

 

قد تبدو المراهنات الإلكترونية للوهلة الأولى مجرد لعبة وتسلية لكنها مع مرور الوقت تتحول إلى إدمان يشبه إدمان المخدرات عند الفوز بها يفرز الدماغ مادة تسمى “الدوبامين” التي تعطي شعوراً بالسعادة مما يجعل الشخص يرغب في تكرار التجربة حتى عند الخسارة يستمر الشخص في اللعب على أمل تعويض خسائره مما يوقعه في دائرة مغلقة من الإدمان.

برنامج المراهنات لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات فهو يجبر الشخص على السرقة والقتل للحصول على المال من أجل هذه المراهنات بل يصل الأمر لأكثر من ذلك وهو لجوء الشخص للإنتحار بسبب خساراته المتتالية..وفي سبيل الغني السريع يقع الكثير فى فخ هذه المراهنات ولا يهم هل هى حلال أم حرام المهم كيفية الحصول على المال.

لذا يلجأ المقامر إلى السرقة لتعويض الخسارة .. أو يتحايل على أقاربه و معارفه وأصدقائه للحصول على المال بهدف العودة إلى اللعب من جديد
وحتى في حالة فوزه بمبالغ مالية سرعان ما ينفقها على نفس المواقع مع مضاعفة الرهان والخسارة من جديد ..
لذلك لابد من حجب هذه المواقع الإلكترونية ووضع برامج توعية للشباب في المناهج الدراسية ومحاسبة المروجين لها ..

في الآونة الأخيرة إنتشرت ظاهرة إدمان القصر على هذه المواقع بشكل رهيب لدرجة تدمير نفسه وعائلته مما يؤثر سلباً على مسارهم التربوي بالدرجة الأولى ولا يفوتنا أن نذكر بالحلقة المفقودة في وسط هذا الزخم من الإنسياب والإدمان هم أولياء الأمور الذين تخلوا عن أولويات مسؤولياتهم تجاه أبناءهم.

للأسف الشديد ليس لدى أدني قدر من التعاطف مع مدمني هذه المراهنات أو ما يسمى باللفظ الدارج “القمار ” لأنى أراهم طماعين باحثين عن الثراء السريع بدون عمل لم أقل أنه عيب فى بعض البشر أنما هو نقص فى الدين ….فمن. يعرف دينه يعلم أن العمل عباده ومن عف نفسه كسب قوته فقد عمل عملاً صالحاً يرضى الله لكنهم لا يعلمون أن الرزق الحرام السريع من عمل الشيطان فقد أحبوا التقاعص والرزق السريع ولو كان حراماً رحم الله من أغواه شيطانه.

إن مصر أرض خصبة للمحتالين قاموا بإستغلال جهل بعض الأشخاص وطمعهم ورغبتهم فى الحصول على أموال سهلة ومن ثم الإيقاع بهم.

لابد من نشر الوعى لدى المواطنين من خلال حملة توعية فى جميع وسائل الإعلام حتى يتم فضح و كشف جميع منصات النصب الإلكتروني والعاملين فيه وكذلك الصفحات المنتشرة على السوشيال ميديا.

و هنا يأتي دور البنك المركزي عندما يجد أموالاً يتم تحويلها إلى خارج مصر على منصة معينة يجب عمل حظر على جميع البطاقات المتعامل بها في مصر و لا ندع تلك المنصات تعمل لدينا دون رقابة ودون وعي وإلا ستكون مصر منصة لغسيل الأموال.

إن كل ما يجري تم الاشتغال عليه من قبل جهات خارجية لأنهم يريدون تدمير المجتمع من داخله ويعد ذلك ضمن مخطط تدمير الأجيال القادمة ومن رأي ان الآباء والأمهات لهم دور كبير في منع أبنائهم من حمل التليفونات إلا تحت رقابة و محاسبة حتي لانبكي علي اللبن المسكوب.

و لابد من تشريعات تمنع التعاملات النقدية لما هو أكثر من 1000 جنيه وأى تعامل ضخم خارج نطاق أجهزة الدولة تقوم على الفور الأجهزة الرقابية بمصادرة هذه الأموال.

ولكن لدي بعض الأسئلة:

كيف تمكن هولاء الأشخاص من الحصول على كل هذا العدد من شرائح الهواتف المحمولة؟
ألم يشترك معهم موظفون من شركات المحمول؟
أين هم هؤلاء الموظفين؟
هل سيتم محاسبتهم أم سوف يتم مكافأتهم من بيع الخطوط التي سوف تدخل لشركاتهم الكثير نظير تحويلات المراهنات؟
أين رقابة الدولة على شركات المحمول ؟
هل سيتم محاسبة شركات المحمول المنتفعين من تبني مثل هذه المنصات للمراهنات؟
بالإضافة إلى الإنترنت (فيسبوك) وغيره المروج لتطبيقات المراهنات
هل سيتم محاسبة المسؤولين عن الجريمة الأصليين؟
ام سيتم إلقاء كل اللوم على هولاء الأشخاص البسطاء؟
نتمنى قطع شجرة الفساد من جذورها وليس من أطرافها

ولذلك لابد من تفعيل دور وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الرقابى لحجب مثل هذه الإعلانات؟ وإغلاق المنصات وحظر هذه التطبيقات.

ولا ننسى أن نشكر وزارة الداخلية لجهودها المبذولة فى كشف هؤلاء المحتالين والقبض عليهم ولكن نرجو فضلاً:

– تكثيف البحث والتقصي علي مثل هؤلاء الوكلاء فهناك أضعافهم ما زالوا يسلبون أموال المصريين للخارج في مقابل عمولة والقبض علي المروجين لمواقع المراهنات.

– محاسبة أي إداري داخل شركات الإتصالات يسهل عملية تيسير الخطوط المزيفة الإسم مقابل المال.

– تعظيم دور الأزهر في محاربة كل ما هو محرم أو مضر للدولة على أوسع نطاق.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: حين يُصبح البُعد قرباً

عدد المشاهدات = 6572 أحياناً نتساءل لماذا لم تستمر بعض العلاقات بنفس القوة والانسجام؟ ولماذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.