الخميس , 19 يونيو 2025

عبدالرزّاق الربيعي يكتب: مهرجان “أثير” للشعر..والجمال في فضاء مفتوح

= 1797

Abdul razak Rubaiy


 بمجرّد أن طُويت الصفحة الأخيرة من المدوّنة الأولى لمهرجان "أثير" للشعر العربي، فُتحت صفحة جديدة من مدوّنة المحبّة التي وقودها الشعر، والجمال، وهي مدوّنة ستظلّ متوهّجة، تبسط راحتها لكلّ اللائذين بأفيائها الوارفة .

في تلك الليلة، بدأ المشاركون من الشعراء، والنقّاد يحزمون حقائبهم، عائدين إلى أماكن إقاماتهم، مخلّفين عبق حضورهم في "مسقط"، ناثرين بذور محبّة، على ترابها ، زارعين شتلات ذكريات في الأماكن التي مرّوا بها ، موقّعين  على ضفافها ، بعد أن نقشوا أسماءهم في شغافها .

 وكان بين الإستقبال، والوداع ستة، أو سبعة أيّام ، حسب مقاييس الزمن  العادي المصلوب في التقويم السنوي، لكنّها بمقاييس الجمال، والمتعة، والحب تزيد على  شهور!!

 تلك التفاصيل ، ستظلّ تمكث في الذاكرة بكامل بهائها لسنوات عديدة ، مثلما مكثت صداقات، ونصوص، مهرجانات حضرناها، وشاركنا فيها، من قبل،  كمهرجان "المربد" الشعري ، فظلّت عالقة في الذاكرة إلى هذه الساعة رغم مرور حوالي ثلاثة عقود عليها !

وقد يكون هذا الهدف من بين أهداف عديدة وضعتها إدارة المهرجان، التي ترأسها الإعلامي "موسى الفرعي" ، رئيس جريدة"أثير" الألكترونيّة، حينما خطّطت ،لإقامته، لتوفير مناخ  إيجابيّ للتواصل بين الشعراء العرب الذين لم يعد يجمعهم جامع سوى فعّاليّات تقام في أماكن متباعدة ، بشكل غير منتظم، فرموا ثقلهم على  المنصّات الإفتراضيّة، وهي منصّات تظلّ تحفر في مناطق الوهم، عميقا، لأنّها تفتقد حرارة اللقاء الإنساني ، كما إنّ "مسقط" التي تمارس دورا إيجابيّا في الساحتين العربيّة ،والدوليّة ، من خلال حلّ العديد من المشاكل الإقليمية، والدوليّة ، في سعيها إلى نشر ثقافة السلام العالمي في عالم يحكمه الصراع ، تظلّ زيارتها حلما يراود الكثير من الأدباء، والمثقّفين العرب، فوفّر لهم ذلك المهرجان الفرصة، كذلك وجب التعريف بالأشواط التي قطعها الشعر العماني من خلال الإحتفاء بعدد من رموزه، وعرض تجارب شعريّة عمانيّة لها حضورها .

ورغم أنّ النسخة الأولى من كلّ نشاط تبقى تجريبيّة، لا تدّعي الكمال، إلا أن الكثير من المعطيات الإيجابيّة التي لمسناها من المشاركين، والجمهور الذي تابع وقائع جلساته الشعرية الخمس، وجلستيه النقديّتين، أكّدت لنا أنّ الخطوة كانت موفّقة، ويمكن الإستفادة من الملاحظات التي وصلت الى اللجنة المنظّمة، لتطوير المهرجان في دوراته القادمة.

 وتبقى اللمسة  اللافتة في المهرجان، كما أجمع الكثيرون،  تتمثّل في إيلاء الجانب الجمالي البصري، والسمعي الذي رافق القراءات الشعريّة، وتخلّلها ، إهتماما، من خلال بناء ديكور في حديقة مؤسسة "عمان" للصحافة، والنشر، والإعلان ، رسم مشهدية بصريّة، فيها من الإبهار الكثير ، وكذلك الخروج من القاعات المغلقة التي اعتدنا على  قراءة الشعر وسط جدرانها ، إلّا ماندر،  إلى  فضاء مفتوح، فتتراقص الكلمات، والنغمات تحت سماء مضاءة بقمر قريب، إذ تهبّ، بين الفينة ، والأخرى نسمات تنعش الأفئدة التي في الصدور، وعلى الشاشة الكبيرة المواجهة للحضور كان يتمّ بين فقرة ، وأخرى تقديم فواصل موسيقية لعازفين عمانيّين، وعرض مقاطع فيديو، حول أنشطة المهرجان، وجرى عرض فيلم "الخليل بن أحمد الفراهيدي" الذي أنتجته دار الفراهيدي، إذ أنّ الدورة تحمل اسمه ، مرّتين بناء على طلب الجمهور.

هذه اللمسة أضفت طابعا جماليّا على القراءات ،وجعلت الحضور يشعر بمتعة، بل أن بعض الشعراء عزّزوا ذلك بالتفنّن بالإلقاء، واللجوء إلى الأداء المسرحي على المنصّة .

وحتى النقد لم يخل من متعة ، إذ رافقته  رشّة جمال من خلال اللغة الشعريّة التي غلّفت طروحات د.سعيد السريحي، وتحليقات  د.علي جعفر العلّاق ، واستتاجات د.ميساء الخواجا، وخفّة عرض د.سالم العريمي ، وحديث د.محمد المهري عن اللغات القديمة، وحميميّة المناقشات .

إنّ هذه اللمسات من شأنها أن تعزّز العلاقة بين المهرجانات الشعريّة، والجمهور الباحث  عن منابع الجمال . 

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: قافلة الصمود.. مع من.. وضد من؟

عدد المشاهدات = 3791 – القافلة .. ظاهرها حق وواجب دينى و قومى وفى باطنها …

3 تعليقات

  1. Stay with this guys, you’re helpnig a lot of people.

  2. Love the card! Wow sweet candy you have for your readers. My favorite is when my daughter had to get this special ring for ME! She asked her dad everyday when they were going to get it for me. Of course she started asking him 4 weeks in advance. If she only knew that men wait till the last minute. It was a beautiful ruby heart with diamonds. Thanks for a chance.

  3. By the way Fjordman,You really should travel in America. And not in NY or California. Nowhere is the gap in worldview between the media elites and the general population greater than in America, which is why the media is more hated in America than in any other democratic nation in the world, with Australia perhaps the only nation with a similar level of distrust.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.