الأربعاء , 15 مايو 2024
الشاعر والكاتب عبدالرزاق الربيعي

عبدالرزّاق الربيعي يكتب: لا عزاء للعرب في (اليونسكو)!

= 1784

قبل أكثر من عامين نشرتُ مقالا حمل عنوان” تكسب اليونسكو، ويخسر العرب” تمنّيت به رؤية صورة مدير عام عربي شاخصة ببوّابة مبنى منظّمة (اليونسكو) بباريس مرحّبة بضيوف المنظّمة، مثلما رأيت عندما زرتها قبل سنوات قليلة، ووجدنا باستقبالنا كلمات ترحيب بعدّة لغات إلى جانب صورة كبيرة للبلغاريّة إيرينا بوكوفا التي أنتخبت في عام 2009، بعد حصولها على 31 صوتاً متقدمةً بذلك على المرشح العربي فاروق حسني بفارق أربعة أصوات!!

وكان د.موسى جعفر قد انسحب لصالح حسني،فخسر كلاهما المنصب، وقد نشرت مقالي، في ذلك الوقت، بمناسبة بدء تحرّكات المرشّحين لمنصب المدير العام لمنظّمة اليونسكو الذي يتمّ عن طريق الإنتخاب بمؤتمر عام، وهو المنصب الذي لم يفز عربي به عربي منذ تأسيس المنظّمة عام 1945م، ليس لعدم وجود أكفّاء لشغل المنصب، ولكن لسبب آخر، هو لأنّ العرب في كلّ دورة لم يدخلوا بمرشّح واحد متّفق عليه، فتشّتت الأصوات، وفي النهاية يخرج المرشّحون العرب من ” الحمّص بلا طحين”، فالدكتورعدنان بدران مرشّح الأردن، لدورة سابقة سحب ترشيحه، بعد ضغوط، مثلما فعل د. إسماعيل سراج الدين مرشّح منظمة الوحدة الأفريقيّة>

وفي عام1999م رشّح السعودي غازي القصيبي للمنصب، وبالوقت نفسه رشّحت اليمن (أحمد الصيّاد)، وتنازل الصيّاد لصالح القصيبي،بعد ضغوط أيضا ، فخسر الإثنان، كذلك رشحت الجزائر منافسا لفاروق حسني، وخسر كلاهما، وحين فتح باب الترشيح للدورة الجديدة رشّحت اليمن د. أحمد الصيّاد، مثلما رشّحت قطر حمد الكواري، ورشحت مصر مشيرة خطاب، وسحب ترشيح الصياد بسبب وضع اليمن الحالي، وعدم دعم دولته له، ودخل العرب بمرشحين اثنين من : مصر، وقطر، وكان القطري متقّدما في الجولة الرابعة، وفي ختام الجولة الأخيرة تقدمت الفرنسية أودي أزولاي على المرشح القطري، وفازت بفارق صوتين فقط !!!

وبذلك خسر العرب مجددا بسبب الصراعات العربيةـ العربية التي تظلّ تنعكس سلبا، على مرشحيهم للموقع الأول، فظلّوا يقفون خارجه بعد مضيّ أكثر من سبعين سنة من تأسيس المنظّمة التي تتلقّى دعما ماليّا عربيّا سخيّا!

المؤسف أنّ بعض الهيئات الدبلوماسية العربية التي تعمل في باريس تصرّفت ، في الانتخابات الأخيرة التي حسمت مساء الجمعة لصالح فرنسا، بشكل غير مقبول ضدّ المنافس العربي الأقوى، حمد الكواري، بسبب مقاطعة بلده قطر، هذه التصرفات تخلو من الكياسة الدبلوماسيّة التي ينبغي لها التحلّي بها، ومن الطبيعي أنّ هذه التطرفات تنعكس سلبا على العرب عموما !

انتهت الانتخابات، وظلّت قيادة المنظمة خارج العرب، غير أنّ عزاءنا اليوم أن صورة مدير عام اليونسكو الجديدة الفائزة بالمنصب من أصول مغربية، وذلك أضعف الإيمان!!

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الاحتلال بالأفكار وليس بالسلاح (١)

عدد المشاهدات = 2081 التاريخ يؤكد أن جميع القوى العظمى التى احتلت غيرها من الدول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.