الخميس , 26 يونيو 2025

شيرين وجدي تكتب: معالي الوزير.. والخناقة الحريمى!

= 2130

Nabawy

عبدالواحد النبوي – وزير الثقافة


logo - Smallestشر البلية ما يضحك فعلا.. فقد تابعت ما دار أثناء زيارة السيد وزير الثقافة المبجل لمتحف محمود سعيد اللي ما سمعتش اسمه من لحظة تسلمه حقيبة الوزارة التى ليس لها اى دور واضح على الارض فى الوقت الحالى..

وانتابنى للحظات شعور بأنى بتفرج على خناقة حريمى رديئة الاخراج، طرفها الاول رجل بدرجة وزير تندر واستهان بأنثى بدرجة موظفة في جهة تابعة للوزارة التي يرأسها، الوزير المبجل ما سمعناش عن حاجة ولا شوفناله كرامة من يوم ما اقسم اليمين على خدمة هذا البلد العريق اصل الحضارة ونبع الثقافة سابقا طبعا، ولا سمعناله خطة تطوير ولا بين اى كرامة ولا ليه خريطة واضحة او فكر او خطة واعتقد انه حتى مهام وظيفته ملتبسة عليه!

والطرف الثانى للخلاف موظفة ايا كان وصفها الاجتماعى او الوظيفى او كفاءتها..لم يلتفت سيادة الوزير لوظيفتها بل التفت لوزنها وشكلها، ومن قصر نظره اشار عليها بصعود السلم والجرى وخلافه ولم يلتفت الى ان السيدة المذكورة كي تصل اليه فى حضرته البهيه بمحل عملها قفزت بسلالم المنزل والمترو والاتوبيس وهرولت للحضانة والمدرسة وزحفت فى الزحام واختنقت الف مرة قبل ان تصل اليه..

مثلها في ذلك مثل كل نساء مصر العاملات فى اغلب المجالات، وأكيد حدثت نفسها طوال الطريق ان الوزير المبجل سيزور مكان عملها حاملا اخبار سارة فى الأيام السودة دى، اما بقية اطراف الخناقة فهم مجموعة الصييته وكدابين الزفة من مؤسسات تعمل تحت رئاسة معالي الوزير..

ومن قلب هذا المشهد المستفز، ومع تضامنى الكامل كامرأة مع الموظفة المهانة، واصرارى على ان تحصل على حقها فى اعتذار مناسب، بل ومقاضاة هذا الرجل بشخصه وليس بوظيفته لاهانتها وبوصفه الوظيفى لتخطيه حدود اللياقة المرتبطة بمنصب وزير الثقافة!

الا ان حقيقة المشكلة بعيدة تماما عن هذه الخناقة الحريمى، المشكلة فعلا ان معظم المسئولين في مصر منذ سنوات لم يعد إلا فاسد او جاهل،  من وزير ما قبل الثورة المحفلط المتلمع اللى ما ينطقش العيبة وما خفى كان اعظم من فساد وسرقة وغيره، إلى وزير ما بعد الثورة ابن الشعب من ذوى الايدى النظيفة اختيار وش القفص اللى الناس منتظرة يجيب الديب من ديله، نقوم نلاقى بعض الوزراء الجدد اقل ما يقال عنهم انهم يفتقدون للياقة وليس لديهم اى رؤية او خطة..

كل هذا اللغط كان من الممكن ان ينتهى او ينعدم من الاصل اذا احسنا ودققنا الاختيار، فلا يليق ان يكون لدينا رئيس يجرى بسرعة الصاروخ ورئيس وزراء طوال اليوم فى الشارع، ثم نرى وزير ثقافة يتحدث عن البطاطس والتخن والرفع مع موظفة في متحف تابع لوزارته ويفتقر لادنى مستوى الثقافة العامة فى التعامل الاجتماعى.

اخيرا..رسالة الى سيدتى الجميلة البدينة ان سمحت لى انا اصفها بذلك، لا تحزنى فليس من الخطأ انك بدينة فلم تلد الارض عالما او صانع حضارة او مفكر او مخترع واشترطت عليه ان يكون وسيما او نحيفا..لا تحزنى لأنك رغم انف اى رجل وزيرا كان أو غفيرا..انت ام ناجحة وزوجة صالحة وموظفة دؤوبة ومقاتلة فى كل الظروف.. انت حقا أصبحت في نظر الجميع سيدة الوزارة بما ارتكبه في حقك سيادة الوزير!

 

شاهد أيضاً

“نهايات..بلا نهاية”… بقلم: ضحى أحمد الباسوسي

عدد المشاهدات = 1100 يائسٌ… لا ذاك الذي بكى خذلاناً، بل الذي جفّت دموعه من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.