الأحد , 2 نوفمبر 2025

شاهندا البحراوي تكتب: رجال في مهب الريح..!

= 1026

النهارده قررت اتكلم عن العنوسة.. بس المره دى العنوسة الخاصة بالرجال.. زمان فى الأرياف لما كانت البنت تعدى عشرين سنه متتجوزش كانوا بيقولوا عليها عانس.. وكأن كل مهمتها فى الحياه هى الزواج بس..

بما إن اصبحنا فى عصر كل حاجة فيه مختلفة عن زمان.. اصبحت العنوسة شبح يطارد الرجال.. وكأن البنات اختفت او بمعنى اصح المقاييس اللى بيدور عليها الشباب تكاد تكون مش موجودة.. لإن الأغلبية مننا إستخدم تجاربه غلط من كتر النماذج السيئة اللي مر بيها فى حياته وللأسف إنقسموا لجزئين..

جزء قرر الإستسلام.. ورفض فكرة الزواج شكلا وموضوعا.. والجزء الآخر بيدور على الفتاة الملائكية اللى مفيهاش اى عيوب بجانب “الأوبشن” اللى لازم يكون موجود فى العرض.. انها تكون”ضد الكسر” من أى أزمة مالية.. وضد الكسر من أى أزمة إجتماعية أو نفسية.. الخلاصة عايزها “سوبر وومان” بس ياتري بقى هو سوبر مان.. ولا بطل من ورق !

ودى كانت الدايرة المغلقة اللى الأغلبية مننا مر بيها.. كل واحد بيدور على شئ مش موجود.. كل واحد بيدور على الملاك اللى شايفة فى أحلامه.. بصرف النظر عن كونه ملاك أو شيطان.. وبعدها طبعا النتيجة اللى بنوصلها.. المرحلة الشهيرة من الخلافات بعد الزواج.. ونرجع نقول الجواز اكبر كدبة.. ونسينا إن احنا أبطال الكدبة دى..

لكن احنا بقى للأسف مجتمعنا وصلنا للعنوسة الإجبارية.. بحكم الوضع الإقتصادى اللى بقينا فيه.. بجانب سعر الدهب والدولار اللى كل يوم فى حال.. وهكذا من دايرة لدايرة منكرش إن الحكومة عليها جزء كلنا عارفينه وبنتكلم فيه كل ساعة.. بس نسينا الأهم وهو الجزء اللى احنا مسئولين عنه.. إحنا شعب معندوش ثقافة البساطة.. إحنا بقينا عندنا مرض المغالاة فى كل حاجة.. حتى فى مشاعرنا بقينا نخاف نقف جنب بعض أو حتى نقول كلمة حلوه لبعض.. بقينا عاملين زى اللى داخل مسابقة.. كل واحد بقى بيدور على اللى يبهر الناس بالشبكة والعفش وخلافه ونسينا الأهم.. الشخصية اللى هنعيش معاها ..

إختلافنا مع البساطة ضيع أجمل الحاجات اللى كانت موجوده فينا.. بجانب طبعا البطالة المقنعة اللى ليها نصيب الأسد فى إنهيار إقتصادنا.. واقصد بالبطالة المقنعة هنا “الناس اللى مصره إنها متشتغلش سواء كان راجل أو ست”.. لفهمنا لعادات غلط إن الست لو اشتغلت لازم تكون محتاجة وإنها هتكون فريسة لأى راجل وفهمنا ولادنا إنك متعلم وابن ناس وإنك لازم تشتغل حاجة تليق بمركزك وكأن الشغل البسيط عار على أصحابه.. علمنا ولادنا إنهم يكونوا مستهلكين اكتر ما يكونوا منتجين..

خلاصة كلامى..إن أى أزمة بنوصلها سواء كان على المستوى الشخصى أو العام للدولة كل فرد فينا مسئول عنها.. وعن تكاثر الأزمات اللى بقت ملاحقانا من جيل إلى جيل.. وكأن كل دورنا فى الحياه هو إلقاء التهم على بعض.. ومستنيين التغيير.. بالرغم من إن الله عز وجل حسم الموضوع فى الآية الكريمة ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))..

وللأسف.. النتيجة الطبيعية لإنتشار العنوسة عند الرجال هيؤدى لإنتشار الإنحلال الأخلاقى.. كالزواج العرفى.. أو الممارسات غير الشرعية.. وبما أن الفرد جزء لا يتجزأ من المجتمع ككل، فإن نوعية سلوكياته تؤثر على باقي أفراد المجتمع.. إما بالسلب أو بالإيجاب..وسوف يؤدى أيضا لإنتشار الأمراض واقصد هنا الإضطرابات النفسية العضوية وهي أولى بدايات الإضطراب، وتظهر للذين يميلون إلى العزوف عن الزواج.

وإن استطاعوا مقاومة هذا.. فهم يجاهدون أنفسهم أحيانا فوق طاقتهم ، لكن حينما يكون الجهاد في سن مبكرة حتى الوصول لمرحلة النضج الكافى.. بيكون عامل زى الإنسان اللى تم إرسالة للحرب عاريا.. وبدون سلاح..

وللأسف الإضطرابات زادت عند بعض الشاب نتيجة لانتشار نوعية هابطة من أفلام السينما التي لعبت على تأجيج الغرائز لدى الشباب.. ولذلك أصبحت العنوسة سواء كانت للرجال أو النساء شبحا يطارد المجتمعات العربية.. وكلنا شركاء فى نمو هذا الشبح داخل مجتمعنا وإعاقته فكريا.. وتمسك البعض للأسف بهذة الإعاقة!

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: المتحف المصري الكبير رسالة إلى العالم من أرض الفراعنة

عدد المشاهدات = 3943   بين شروق الشمس وسحر التاريخ حيث الأهرامات ترتفع كأعمدة السماء.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.