الأحد , 19 مايو 2024

د. منى حسين تكتب: الزائر البغيض..!

= 3196

منذ أنْ زارنا ، والكل أصبح يتلفت حوله ، وكأنه يتفحص أحوال الآخرين ، فهذا مصاب بنزلة برد ، والآخر بكحة ، وهذا بإحمرار فى العينين ، وهذا برشح فى الأنف ، نعم معظمنا ملتزم بكل الإجراءات الإحترازية ، لكنه فيروس لعين ، جائحة أصابت العالم كله من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، كانت موجته الأولى صادمة.

فلم يكن أحد يتوقع أننا ونحن فى القرن الواحد والعشرين ، نقف عاجزين ، بالرغم من زعمنا أننا فى أوج تقدمنا العلمى ، فقد وصلنا إلى القمر ، وذهبنا لكوكب المريخ ، ومع هذا فشلنا فى معرفة ومواجهة فيروس لا يرى بالعين المجردة ، يحصد أرواح البشر .
بعد الصدمة إنتبه العالم إلى ضرورة إنتاج علاج أو مصل للوقاية منه ، وبدأت الحشود العلمية تكرس كل اهتمامها لحماية البشر من هذا الفيروس ، لكنهم أعلنوا أنه باق معنا حتى 2023 ، المهم أن العديد من المراكز البحثية وصلت إلى إنتاج مصل يمكن استخدامه لمواجهة هذا الفيروس ، حتى إن كانت نسبة الحماية به تصل إلى 95% منه.

فهذه شركة فايزر الأمريكية ، والتى أنتجت مصل لهذا الفيروس ، لكن يجب حفظه تحت درجة حرارة 70 تحت الصفر ، وهناك مشكلة فى نقله ، وحفظه أثناء النقل ، ذلك إلى جانب آثاره الجانبية .

وهناك شركات روسية وصينية وألمانية وغيرها قامت بالفعل بإنتاج أمصال ضد كورونا ، وتم تجربتها سريرياً ، أى أنه تم تجربتها فى مراحلها الأخيرة على الإنسان ، وهو الهدف الأول للحفاظ عليه ، لكن هذه الأمصال لم يتم توزيعها ، كما إنها لا تكفى لعدد سكان كوكبنا الذى تجاوز السبعة مليارات نسمة ،

وقبل أن نفيق من هدأته التى صاحبت فصل الصيف وتأثره بارتفاع درجة حرارة الجو ، وتفهمنا لآثاره على صحتنا وعلى بيئتنا ، كل فى مكانه ، عاد إلينا بقوة وشراسة فى موجته الثانية ، المثير للعقل أن هذه الموجة أشد عتوة من سابقتها ، فنحن لا نكاد نسمع بإصابة أحد الأفراد ، حتى نفاجأ برحيله ، كأنه عاد ليحصد الأكثر والأكثر من الأرواح.

ورغم هذا فالخسارات الاقتصادية التى صاحبت موجته الأولى جعلت معظم أماكن العمل تتردد كثيراً فى اتخاذ اجراءات كسابقتها لحماية الأرواح ، وكانت عمليات الإغلاق الكامل لمعظم دول العالم قاتلة للاقتصاد ، أما الآن فمع قلق الحكومات ، التى أصبحت بين حجرى الرحى إما أن تغلق وتخسر ، أو تستمر وتلقى المسئولية على المواطنين لعدم اتباعهم كافة الاجراءات الاحترازية.

سادت الحيرة فكر الحكومات ، وأصبح التردد سمتها ، مع العلم إن إتخاذ مثل هذه الإجراءات سوف تنقذ الجميع ، فلنصنع خطة نحافظ بها على الأرواح ، مع استمرار العمل تحت ضوابط ، وتخفيض العمالة ، وتنظيمها بالشكل الذى يتناسب مع طبيعة كل مجال ، لن نبالغ فى إلقاء اللوم على البعض ، ولن نكون ضحايا لقرارات غير صائبة.

فالإنسان هو أعظم مخلوق على وجه الأرض ، فليأتى هو فى المقدمة ، بحمايته والحفاظ على حياته ، وليعلم الجميع إننا نتعامل مع ضيف ثقيل ، فرض نفسه علينا ، وعلى نظام حياتنا ، فلنتعامل معه بما يتناسب معه ، ولنحرص على تقوية جهازنا المناعى ، من خلال تناول وجبات متكاملة وبعض الفيتامينات ، مع إتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية ، حتى يرحل هذا الزائر القاتل بأقل الخسائر الممكنة فى الأرواح والاقتصاد.

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 3020 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.