الثلاثاء , 16 أبريل 2024

د. عائشة الجناحي تكتب: ذكريات تزدادُ عمقاً

= 6404

قررت أن تجتمع مع إحدى صديقاتها على غير المعتاد لحاجتها المُلحة في تلك اللحظة أن تكون برفقة من يأنس له القلب بعيداً عن أصحاب الأقنعة المزيفة.

وكانت لهفة اللقاء حينها لا توصف، ولكن فجأة تحول موضوع الحوار فيما بينهم من التحدث عن الذكريات الجميلة إلى فضفضة وتفريغ للمشاعر السلبية.

بدأت تسترجع ذكريات قديمة منذ طفولتها ربطتها بمواقف أصبحت تتكرر بين الفينة والأخرى، وفجأة تُخبر صديقتها أنها ما زالت تتذكر حين كانت إحدى الخادمات تُجلسها قرب الشرفة وتُشير للمارة وهي تحذرها بالانصياع لها أو جعل مصيرها بيدهم ليؤذوها.

«إن لم تبكِ الأشياء التي تبكيك علناً في سن العاشرة فإنك ستجد نفسك تبكيها سراً في سن الثلاثين» ـ أمل السهلاوي.

أفادت باحثة اجتماعية أن هناك حالات بارزة لا يتم تناولها والتي تتعلق حول تعدي بعض الخادمات على الأطفال نفسياً لأنه لا يوجد دليل قاطع لحجم الضرر في ظل انشغال الأسرة والثقة العمياء بهم. لذا قد يتعرض بعض الأطفال في سن صغيرة للتخويف وغرس قصص ومواقف سيئة في ذاكرتهم لتصبح تراكمات سلبية تؤثر على أمانهم النفسي على المدى البعيد.

كثيراً ما قد تتكرر قصص كهذه تبقى قابعة في قلوب الأبناء إلى الأبد وذلك لأنه ببساطة لم تتم معالجتها من الأساس، لذا تصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصيتهم وتكوينهم النفسي، وبالتالي يؤثر على أغلب علاقاتهم الاجتماعية والعاطفية مستقبلاً.

للأسف تزيد مواقف الحياة غير الموفقة مرارة المواقف السابقة التي دُفِنت منذ سنوات ولكن جرتها الخيبات العاطفية إلى نقطة الصفر من جديد فتحيي بعض الذكريات التي لم تتبخر تماماً في مرحلة عمرية مبكرة؛ لذلك تزدادُ عمقاً وشراسة في الكِبر.

—————-
* كاتبة إماراتية.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 1239 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.