الخميس , 16 مايو 2024

د. الهام الدسوقي تكتب: العفاريت..!

= 2330

حدثني أحد الأصدقاء عن موقف أغرب من الخيال قد تعرض له في يوم من الأيام عندما استأجر أحد الشقق وعندما حل الليل فوجئ بباب غرفته يغلق عليه واستمر الرقص والموسيقي في الصالة حتي الصباح، وعندما أحضر الطعام ووضعه علي المنضدة اختفي ولم يتبق منه إلا الفضلات، وعندما اعترض عليهم نال علقة ساخنة لا يعلم من اين؟!

توقفت بعد حالة هستيرية من الضحك لم تنقطع إلا بعد ان تم تغيير الموضوع، وسرحت بفكري مستغربة الموقف وتساءلت: أليس من الممكن أن يكون ذلك مجرد خيالات؟ ولكن هل تصل الخيالات إلى حد إلقاء الملابس من الشباك؟ وتعدي تفكيري إلي ماذا يعتقد المصريون في عالم العفاريت.

توقفت عند مئات الخرافات المتعلقة بالعفاريت أو الجن التي نؤمن بها عن ظهر قلب.. كالاعتقاد أن الجن يتلبس أجساد الحيوانات مثل القطط والكلاب، وأن هناك ما يسمي بالنداهة التي تخرج من المياه وتتمثل في هيئة إنسان، وأن الجن يستطيع الزواج من الإنس، وأن هناك نوعين من الجن هما الجن الأحمر والجن الأزرق وغيرها كثير من المعتقدات الغريبة التي لا تتماشى مع التقدم العلمي وتفسير الظواهر بطرق منطقية مسببة.

والأغرب الذي أذهلني هو إيمان عدد كبير من المثقفين كالأطباء والأدباء والسياسيين والفنانين والرياضيين بها بشكل كبير حتي وصل الأمر إلي وجود أفلام تتحدث عن إستعانة الإنس بالجن لتحقيق الأمنيات المستحيلة التي أصبح العالم المثقف الواعي يبحث عن طرق تحقيقها بالعلم ورسم الخطط وتنفيذها للوصول للهدف وحساب تكلفته وفوائده..

وتحققت من أنه لن يحدث تقدم للمجتمع وهو لايزال ينظر للقدرات الخفية علي أنها الأعلي والأمهر والوجهة المناسبة التي يلجأ اليها في الأزمات لنيل العفو والسماح والبركة التي تقترن بقبول الجن تحقيق الأمنيات المستحيلة أو الإنتقام من الأعداء.

والأغرب من ذلك، فقد وجدت أن أكثر الدول تقدما لها معتقدات مشابهة عن وجود العفاريت.. فتبين أنه مع التقدم العلمي الرهيب في العالم لازالت الخرافات والاعتقادات التي كانت سائدة في وقت ما مسيطرة علي تفكير اعتي العلماء، وأن الموروث الشعبي الخرافي لا يمكن التخلص منه.

فعدت سريعا إلي صديقي وشقته المسكونة بالعفاريت ناصحة إياه بأن يضع فردة حذاء مقلوبة علي الباب، حتى يمنع دخول العفاريت وطردهم من البيت.. وضحكت كثيرا علي نفسي معتقدة أن العفاريت هي من يلقي علي بالنكات ولكن لا أراها..

اتعتقدون أصدقائي أنني بعد أن تحدثت عن العفاريت سيسمحون لي ببعض الطعام من الثلاجة أم سأتناول طعامي اليوم من الشارع؟

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الاحتلال بالأفكار وليس بالسلاح (١)

عدد المشاهدات = 3117 التاريخ يؤكد أن جميع القوى العظمى التى احتلت غيرها من الدول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.