الأحد , 19 مايو 2024

د. إيمان معاذ تكتب: “حوار هادئ” مع شخصية مرموقة…!

= 4283

كنت فى أحد مؤتمرات المجلس القومي للمرأة عام 2005 م وفى قاعة المؤتمرات الكبرى تصادف أن يكون مقعدي بجوار شخصية مرموقة جدا فى المجتمع .. كبير جدا فى السن وفى القامة .. تخصص فى علم معين وسافر إلى أوربا وتزوج هناك بأوربية وانجب أبناء لا يتحدثون العربية ولا يعرفون إلا أقل القليل عن مصر ..
وعاد إلى مصر لفترة محدودة بناء على دعوة من السيد رئيس الجمهورية ليكون مستشارا له فى أمر ما ..
تعرفنا وتحدثنا فى موضوعات كثيرة منها الإجتماعى والسياسى .. والفنى ..
والحقيقة إنه إنسان على درجة عالية جدا من الثقافة والرقى فى الحديث ..
سألنى عن سبب أرتدائى للحجاب؟ أو الطرحة بالمعنى الأصح؟
ولأنى استشعرت من الحديث معه أنه أصبح من المستشرقين ويكاد يكون إنفصل فعليا عن أشياء كثيرة تخص الدين الإسلامي و المجتمع المصرى فأجبته بإختصار ..
– حرية شخصية .. أنا بحب ألبس كده .
فابتسم واحترم عدم رغبتى فى الشرح ..
وقال لأ حقيقى أنا لما كنت فى مصر عمرى ما شوفت حد لابس كده .. الناس دى بوظت عقولكم ..
سكتت لأنى كنت واثقة إنه حديث بلا جدوى .
وتحدثنا فى موضوعات أخرى ..
وتأخرت الهانم حرم السيد الرئيس فى الوصول ..
فانتهزت الفرصة واستأذنته فى الذهاب للصلاة .. فنظر لي بتعجب ولأني أزعم أنني أقرأ لغة الوجه .. قررت أن اتأكد من شيئ ما .. فقلت له حضرتك مش هتصلي؟ قال لى لأ … قولتله مش بتصلي؟ قال لى بصلي بس مش زيكم .. مش باعمل الحركات اللى بتعملوها.
خرجت للصلاة وعدت .. ودخلت الهانم القاعة وبدأت فعاليات المؤتمر .. وكانت هناك استراحة فى منتصف الوقت لمدة نصف ساعة تحدثنا فيها عن بعض المستجدات في المجتمع المصري، وعلم أننى كاتبة وشاعرة فأراد ان يستمع لبعض من قصائدى ..
وبعدها قال لى بمنتهى الصراحة إنه يجد تناقضا غريبا فى شخصيتي فعقلى حر جدا ومثقف ومتحضر جدا .. ولكني سجينة قيود وخرافات سلفية متخلفة .
فقلت له .. لأننى محجبة والتزم بالصلاة؟
ابتسم كالعادة دون أن يتحدث ..
فقلت له .. ممكن أسأل حضرتك سؤال وتجاوبني بمنتهى الصراحة؟
قال: اتفضلى ..
قلت: لو اليوم جه لحضرتك تليفون من مكتب رئيس الجمهورية يدعوك لاجتماع مع السيد الرئيس يوم السبت الساعة اتنين الضهر على أن يكون الزى بدلة كحلى وقميص أبيض وكراڤت نبيتى . .
هل هتسأل المتحدث ليه الساعة اتنين ومش خمسة؟ وليه بدلة كحلى ومش سودة؟ وليه يوم السبت ومش التلات؟
قاللى لأ مش هاسأل ..
قولتله وهتروح وهتلتزم؟ قال أيوه
قلت ليه؟ مقابل إيه؟ سكت .. وقاللى مش فاهم يعنى عاوزه أيه؟
قولت له عاوزه أقول لحضرتك إنك التزمت بالتعليمات فى الوقت والشكل والطقوس من مجرد مسؤل من غير ما تجادل ولا تسأل ولا حتى تعرف مقابل أيه!
ومستغرب وعاوزنى أسأل ربنا ألبس كده ليه؟ وأصلى كده ليه؟ وإلا أبقى متخلفة؟
أنا بحاول على قد ما أقدر ألتزم باللى ربنا طلبه منى سواء مواعيد الصلاة أو طقوسها أو طريقة لبسى .. من غير ما أسأل ليه ..
وعارفه ومتأكدة إن المقابل عظيم.
ضحك وقاللى طب اسكتى وبلاش لماضة.
من كل قلبى أتمنى يكون ربنا أخد بإيده للطريق وهداه.

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 3084 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.