الثلاثاء , 14 مايو 2024

جيهان السنباطى تكتب: فين شبابك يابلد ؟

= 2055

Gehan Sonbaty 2

 

رغم دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل إجراء الإنتخابات البرلمانية الشباب أن يكونوا فى طليعة يوم الإقتراع وأن يصطفوا أمام لجان التصويت من أجل الشهيد ومن أجل مستقبل مشرق، ولكن تلك الدعوة لأول مرة فى تاريخ الرئيس السيسى لم تلق إستجابة من الشباب وكشفت الإنتخابات البرلمانية في مرحلتها الأولى عزوفاً عن المشاركة السياسية ولا مبالاه غير مسبوقة من الشباب، ولم يشارك فى تلك الإنتخابات سوى القليل من النساء والشيوخ حتى تساءل البعض عن سبب هذا العزوف المتعمد من الشباب الذي يشكل 60 من مجموع الشعب المصري …!

وقبل البحث عن الأسباب الحقيقة وراء عزوف الشباب عن المشاركة السياسية فى الانتخابات البرلمانية فى مرحلتها الأولى هاجم البعض الشباب مؤكدين على أنهم ليسوا على قدر المسئولية الملقاه على عاتقهم، وأنهم لايستحقون أن يكونون على هذه الأرض ويتمتعون بالأجواء الديمقراطية التى تعيشها البلاد فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى …

فيما إلتمس البعض الآخر لهم العذر بسبب حالة الإحباط المنتشرة بين قطاع عريض منهم لعدة أسباب أهمها مايعانونه من فقر وبطالة وضيق يد بالاضافة الى إصرار الدولة علي تجاهل مطالب القوي السياسية، وإصدار بعض القوانين كالتظاهر والإرهاب، واللذان كانا سببا في سجن المئات من الشباب، وعودة رموز الحزب الوطني إلي البرلمان واستمرار الفساد واستفحاله في قطاعات معينة بالإضافة إلى بعض الانتهاكات من جانب وزارة الداخلية مما أدى إلى إحجامهم عن المشاركة فى الانتخابات.

دعونا نعترف أنها ظاهرة بالفعل ، ولكن علينا أيضاً أن نعترف بأنها لم تكن ظاهرة جديدة أوغير متوقعة ولكنها كانت متوقعة، وكان لابد للدولة من البحث عن الأسباب الحقيقة وراء تخاذل الشباب عن تأدية الواجب الوطنى خاصة أنها لم تكن المرة الأولى حتى نعرف إذا كانوا على حق فى عدم المشاركة أم كانوا على باطل بدلاً من البكاء والنحيب على شاشات الفضائيات لحث الناخبين على التصويت..

 فالشباب فى حالة غضب لايمكن إنكارها أو تجاهلها فماذا ننتظر من فئة تعانى من الزهق والخنقة وإرتفاع الاسعار وفرض ضرائب جديدة ترفع من معاناتهم وتدهور قطاعات أساسية فى حياتهم كالصحة والتعليم والإسكان والطرق ثم كيف ستكون الإستجابة لدعوات الحكومة لشعبها بالمشاركة فى العرس الديمقراطى لانه عمل سياسى ديمقراطى وطنى وفى نفس الوقت تتنكر لحق هذا المواطن فى التعبير عن رأيه السياسى فى اى قضيه آخرى ؟

الشعب حقاً اصبح فى حيرة … حتى أنه فضل الإنزواء والبعد عن أى عمل سياسى طمعاً فى الأمان والسلامة … فكيف نجعل المواطن يشعر مرة آخرى بأنه شريك فى المسار الديمقراطى ؟

نحن أمام شعباً ثـــار … وإستطاع تغيير نظام … وصمد وكافح لتغيير المســـار … ثم هدأ هدوء الأمـــــوات لاصوت له ولا رأى … فكيف نعيد للشعب الحيـــــاة؟

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الاحتلال بالأفكار وليس بالسلاح (١)

عدد المشاهدات = 504 التاريخ يؤكد أن جميع القوى العظمى التى احتلت غيرها من الدول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.