الإثنين , 24 نوفمبر 2025
كتاب ورقي وكتاب الكتروني

بين الكتاب الورقي.. والكتاب الإلكتروني

= 410

بقلم الأستاذ الدكتور/ عوض الغباري

للكتاب دور كبير فى مسار الفكر والحضارة والحياة، وله دوره فى تطوير الخطاب الإبداعى والثقافى وتجديده.

والكتاب الإلكترونى يشغل دورا مهما من حيث تيسير قراءته إذا تعذر الحصول عليه ورقيا.

والساحة فى هذا الموضوع غنية بالتساؤلات التى تدور حول دور الكتاب الإلكترونى فى تنمية الوعى الثقافى وإذكاء الروح الإبداعى، والمضى بالحياة الفكرية والأدبية إلى رسالتها النبيلة وسيلة وغاية لتحقيق هذا الهدف الأصيل.

وأهم هذه التساؤلات التى تحيط بهذا الموضوع يتعلق بمفهوم هذا الكتاب العصرى، ثم وهذا هو الأهم ، المحتوى المفيد للكتاب ، كذلك حقوق المؤلف ، وآليات النهوض بنشر الكتاب.

والمفهوم من الكتاب الإلكترونى الوسائل الحديثة فى نشره ، وجعله صناعة وتجارة تحقق الهدف المنشود من الكتاب العصرى.

وأعتقد أنه لا مجال للمفاضلة بين الكتاب الإلكترونى والكتاب الورقى إذا تحقق ما نصبو إليه من الهدف الثقافى والإبداعى المنشود.

أما فيما يتعلق بمفهوم هذا الهدف فهو نسق متكامل يشد بعضه بعضا، وتؤدى مقدماته إلى نتائجه. فإذا كانت المقدمات مبشرة بجهود علمية جادة مخلصة كانت نتائجها متسقة معها فى نهضة العلوم والفنون والآداب فى ظل سعى متواصل لسائر منظومة الحياة من سياسة واقتصاد وتضافر المؤسسات الرسمية والخاصة لدعم هذه المنظومة المتناغمة. كذلك فالأجيال المتعاقبة لها دور كبير فى كافة المجالات التى ترتقى بالذائقة الجمالية للفكر والفن والأدب فى الإطار الإنسانى الرحب الراقى. وتكامل الآراء مهم فى بناء الجسور بين القديم والحديث دون صدام بينهما.

والتراث العربى حافل بالحوار البناء حول قضايا الأدب والفكر والثقافة والحضارة ودور الكتاب فى بناء المجتمعات الرشيدة.

والكتاب روح وحياة وضمير وانتماء لكل قيمة جميلة. ولدينا كتب تراثية مثل كتاب الصناعتين للعسكرى، مثلا، لا يفضل النثر على الشعر أو العكس ، بل يوازن بينهما فى حوار منهجى مستنير غير متعصب لفن على آخر.

والجاحظ تجسيد حى للكتاب فى أروع صوره، فقد كان كتابه تجسيدا لفكره مبدعا، ولإبداعه مفكرا، وكانت رسالته عن الكتاب من أجَلِّ ما كُتب فى الأدب العربى . وقد مجَّد المتنبى الكتاب والفروسية مقترنين بقوله:
أعز مكان فى الدُّنا سرج سابح وخير جليس فى الزمان كتاب

وقد كانت المكتبة العربية هى منارة الحضارة الأوروبية فى النهضة من العصور الوسطى المظلمة إلى العصر الحديث. واختيرت مدينة “الإسكندرية” عاصمة عالمية للكتاب فى بداية إنشاء اليوم العالمى للكتاب، بناء على تاريخ مكتبة الإسكندرية العريق قديما وحديثا.

كذلك كانت مكتبة مصر فى العصر الفاطمى وهى دار العلم أكبر مكتبة فى العالم وقتها. فمصر مهد العلم والحضارة، قامت على ضفاف نيلها العظيم أعظم مدنية مستنيرة، واتسمت شخصيتها بالوسطية والاعتدال.

أما الإسلام فكانت أول كلماته اقرأ، ومفتتح آياته “ذلك الكتاب لا ريب فيه”.

ولذلك نجد الأجيال الحاضرة تقبل على معرض الكتاب، وتتداول الكتاب ورقيا وإلكترونيا سمة حضارية أصيلة لمصر قديما وحديثا.

—————
* ناقد أدبي.

شاهد أيضاً

‏أعداد كبيرة من الجمهور الإيطالي والأوروبي يشاهدون متحف الأكاديمية المصرية بروما

عدد المشاهدات = 1351 ‏مؤسسة فاى الإيطالية توفر مرشد سياحيين لشرح عناصر متحف توت عنخ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.