بقلم د. سهير عمارة
في مدرسة سعد زغلول الرسمية لغات، لم تكن الانتخابات مجرد نشاط مدرسي عابر، بل كانت تجربة حقيقية لصناعة مواطن صغير يعرف معنى المسؤولية. وقف الأطفال أمام لافتاتهم وبرامجهم الانتخابية بفخر، وقدّم كلٌّ منهم فكرة تنتمي للقيم والأخلاق قبل أن تنتمي للوعود والشعارات.
ما يميز هذه الانتخابات أنها بُنيت على قيم اجتماعية بسيطة وعميقة: مساعدة الآخرين، احترام الكبير، الحفاظ على البيئة، نشر المحبة بين الطلاب، والدفاع عن زملاء الضعفاء. لم يَعِد أحدهم بما لا يستطيع تنفيذه، ولم يستخدم أحدهم سوى فكره وقلبه.
هذه التجربة الفريدة تُعلّم أبناءنا أن الانتخابات ليست صراعًا، بل مسؤولية، وأن صوت الطفل اليوم قد يصبح وعي المواطن غدًا. عندما نزرع فيهم مبادئ النزاهة والاحترام والتعاون، فإننا نصنع جيلًا يعرف أن الانتخابات الحقيقية هي التي تفيد المجتمع وتبني الإنسان قبل أن تبني الكراسي.
إن ما حدث في المدرسة ليس فعالية مُصوّرة، بل درس وطني مبكر… يعلّم الأطفال أن الديمقراطية تبدأ من القيم، وأن الوطن يبدأ من القلب الصغير الذي يتعلم كيف يختار
حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية