الأربعاء , 15 مايو 2024

“الموساد” الإسرائيلي يعترف باغتيال العالم التونسي محمد الزواري

= 773


 
القاهرة – حياتي اليوم

رغم حالة الصمت على المستوى الرسمي الإسرائيلي، أولت الصحافة العبرية اهتمامًا بالغًا بنبأ اغتيال العالم التونسي محمد الزواري، والذي تشير أصابع الاتهام فيه إلى الموساد.

وأكدت القناة العاشرة الإسرائيلية، في تقرير لها، أن السبب الحقيقي لاغتيال الزواري هو ما سمته "الخطر القادم مما كان ينوي فعله بالمستقبل"، ليس فقط لريادته في صناعة وتطوير ما عرف بـ"طائرات الأبابيل" التي استخدمتها كتائب القسام في حربها الأخيرة مع الكيان الصهيوني عام 2014، بل لأن مشروع شهادة الدكتوراة الخاصة به يناقش كيفية صناعة الغواصات والتحكم بها عن بعد.

وألمحت القناة للتقارير الأجنبية التي تتحدث عن اغتيال الموساد للزواري الخبير في مجال الطائرات غير المأهولة وأنّه مقرّب من حماس، وتنقّل في السابق بين لبنان وسوريا وليبيا وتونس، مؤكدة أن إسرائيل تتابع باهتمام هذه التقارير.

القناة العاشرة الإسرائيلية، كانت أيضا أول من تحدث عن أن صحفية مجرية جاءت لإجراء لقاء صحفي مع المهندس الزواري قد تكون الطعم الذي قاد لعملية الإغتيال، ونشرت تفاصيل الخبر دون الإشارة للمصدر، وقالت أن أشخاص آخرون حضروا مع الصحفية المجرية، وإن الصحفية غادرت تونس بعد اللقاء مع الزواري مباشرة.

كما أكدت القناة أن منفذي عملية الإغتيال غادروا تونس، وأن المعتقلين على خلفية عملية الإغتيال سيتم الإفراج عنهم لاحقاً كونهم ليسوا على علاقة بالعملية.

أما صحيفة إسرائيل هيوم العبرية، والمقربة جداً من الدوائر السياسية المحيطة برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، قالت في سياق تغطيتها لجريمة الإغتيال: هذه العملية الثالثة التي تنسب لدولة الاحتلال على الأراضي التونسية بعد قصف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس في الأول من أكتوبر من العام 1985، وعملية إغتيال الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" في 16 إبريل من العام 1988.

وأضافت في تقريرها : بالطبع إسرائيل لن تعترف للعالم إن كانت هي من يقف خلف عملية الإغتيال، ولكن ما تعلمناه خلال السنوات الماضية أننا لا نحتاج لاعتراف رسمي لكي نحدد من يقف خلف عملية الإغتيال.

ونقل رونين بريغمان، أهم معلقي الشؤون الاستخبارية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: "اتهامات السلطات التونسية للموساد بالمسؤولية عن اغتيال الزواري لا تخلو من الصحة".

وقال الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" دانيئيل سريوتي أن الزواري انضم إلى صفوف كتائب عز الدين القسام قبل عشر سنوات وأشرف على مشروع تطوير الطائرات المسيرة لحماس.

وأضاف: المهندس التونسي تولّى تدريب عددا من مساعديه في القسام عقب نجاحه في الوصول إلى قطاع غزة قادما من مصر، عبر الأنفاق الموجودة في مدينة رفح.

أليئور ليفي الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" قال في مقال له أن بصمات الزواري اتضحت خلال المواجهات العسكرية التي خاضتها حماس وإسرائيل في الحروب الثلاثة الأخيرة، وأظهرت الحركة امتلاكها لهذا النوع من الطائرات من دون طيار.

وأضاف: بدأت حماس مشروع تصنيع الطائرات دون طيار بإيعاز من مؤسس صناعاتها العسكرية الأول عدنان الغول الذي اغتالته إسرائيل عام 2004 في غزة".

وأشار إلى أن الطائرات التي صممها الزواري لا تحمل أسلحة أوتوماتيكية، لكنها مؤهلة لحمل مواد متفجرة، وهي بالأساس مصممة لتصوير مواقع عسكرية.

واستيقظت تونس فجر الجمعة الماضي، على خبر اغتيال المهندس الزواري، بمحافظة صفاقس التونسية، حيث أطلقت نحوه 20 طلقة استقرت 8 منها في جسده، وذلك بعد عودته من تركيا بثمانية أيام.

وفي بيان لها، أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن الشهيد التونسي المهندس الطيار محمد الزواري، هو أحد أفراد الكتائب، وهو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية، والتي كان لها دورها في حرب "العصف المأكول" عام 2014، وسط صمت إسرائيلي رسمي.

ومحمد الزواري طيار سابق في الخطوط الجوية التونسية، وهو مهندس طيران عمل في مجال رقابة الطائرات من دون طيار، وكان مقيماً في سوريا، وعاش في منزل والده برفقة زوجته السورية، بعد أن عاد إلى تونس بعد الثورة عام 2011. 

وبعد ساعات من جريمة الإغتيال، أعلن المدير العام للأمن الوطني التونسي، عبد الرحمن بلحاج علي، استقالته من منصبه، دون ذكر الأسباب، لكن مصادر سياسية تونسية لم تستبعد أن تكون الاستقالة جاءت على خلفية الجريمة، التي قد تكشف لها أبعاد أخرى في الفترة المقبلة. 

 

شاهد أيضاً

“البحرين” تستضيف أول قمة عربية فى تاريخها وسط ظروف ساخنة واستعدادات غير عادية

عدد المشاهدات = 346 يسجل التاريخ انعقاد أول قمة عربية على أرض مملكة البحرين غدا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.