الثلاثاء , 21 مايو 2024

إيمان فريد معاذ تكتب:”مولانا” الذى أضحكنا..وأبكانا

= 1330

eman-moaz

 

ترددت كثيرا قبل الإقبال على مشاهدة الفيلم .. والذى تحدثت عنه وسائل الاعلام كثيرا .. وتناقضت فيه الأقوال .. 

ربما .. لأننى ظننت انه استكمال لمنظومة التشويه والنقد الهدام لرموز الدين والدولة والأزهر الشريف .. وربما لأن لدى العديد من التحفظات على شخصية كاتب القصة  ..وربما لأن الفنان عمرو سعد كانت له أدوار البطولة فى افلام العشوائيات التى صدرت لى وللمجتمع أعلى درجات الطاقة السلبية..ونبشت عن أسوأ ما فينا ..
 
الحقيقة .. أسباب عديدة جعلتنى أتردد فى مشاهدة هذا الفيلم ..فلم تعد لدى طاقة تحمل لحرق الدم ..ولذا قاطعت معظم برامج التوك شو السخيفة ..واكتفيت بنشرات الأخبار من قنواتنا الرسمية ..وأفلام و الأبيض و أسود ..وبعض الافلام الفكاهية.

ولكن جأتنى دعوة كريمة لحضور صالون المعادى الثقافى للمفكر الرائع الدكتور وسيم السيسى ..
 
و كان ضمن الموضوعات التى سيتم مناقشتها ..فيلم (مولانا ) بحضور بطل الفيلم عمرو سعد والمخرج السينمائي الكبير د . مجدى أحمد على  .. 

و لهذا  قررت فورا  الذهاب لأقرب دور سينما و مشاهدة الفيلم قبل الصالون بيوم واحد ..و كانت المفاجأة غير المتوقعة .. فالفيلم أكتر من رائع ..وعلى عكس كل توقعاتى ..فيلم  اجتماعى .. سياسى .. دينى ..انسانى ..يحمل فى طياته رسالة راقية ..ويعيد إلينا أمجاد السينما المصرية ..

الفيلم يجسد فيه البطل دور رجل الدين العصرى الذكى ..خفيف الظل ..المتمسك بقيمه الدينية العميقة  والمدرك لما يدور حول الدين بوجه عام اسلامى او مسيحى .. من ألاعيب سياسية تحاول دمجه و تفريغه من محتواه ..واستعماله  ككارت رابح فى اللعبة السياسية ..و لأن السياسة مصالح دنيوية ..ولها من الأساليب القذرة ما تحقق  به اهدافها ..والدين علاقة طاهرة ..نورانية بين العبد و ربه ..فكان من المستحيل الدمج بينهما ..ولذا أصبح ما على الأرض نتيجة هذه اللعبة ..سياسة وليس دينا..وكل ما يثار من فتن وخلافات بين الطوائف فى الملة الواحدة وبين الديانات الأخرى ..فهو أيضا سياسية و ليس دينا ..!
 
المخرج أبدع بدون شك فى رسم هذه الصورة وفى تجسيد الشخصيات..وروعة الأحداث و العرض ..ولحظة انفجار كنيسة القديسين بالأسكندرية وهو المشهد الأخير ..انفجرت معها قلوبنا جميعا ..أما  الفنان عمرو سعد فكان مذهلا  فى تجسيده لشخصية الشيخ حاتم ..و تأثيره المبهر على المشاهد ..فالكل يضحك حين يضحك ..والكل يبكى حين يبكى ..!

وإن كانت لى ملحوظة او اثنين ..فالأولى :كان يجب ان يستعين المخرج برأي أحد رجال الدين المحترمين لمعرفة الإجابة على بعض الأسئلة التى لم يحسن الشيخ حاتم الإجابة عليها فى سياق الفيلم ..!

أما الثانية: فتتعلق بالقصة نفسها والتى اتسمت بالمبالغة فى رسم بعض الشخصيات المحورية.

أما ما يتعلق بالجوانب الفنية فكانت رائعة ..واختيار المخرج البطل شابا يافعا كان له التأثير الأكبر فى الوصول برسالة الفيلم إلى مستحقيها ..حيث أن معظم جمهور الفيلم  شباب من الجنسين ..مسلمين و مسيحيين ..الجميع أشاد بفيلم جميل ممتع..يجعلنا جميعا نشعر أننا على ارض واحدة..الدين فيها لله والأرض للجميع ..فيلم يعود بنا ويعيدنا لروائع السينما المصرية..
 
هو شمعة تحاول أن تفرض ضوءها ..على هذه المساحات الواسعة من الظلام.

تحياتى لكل فريق العمل وللبطل الجميل عمرو سعد وللمخرج الرائع د .مجدى أحمد على ..وأهلا وسهلا بعودة الفن المصرى الأصيل.

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 4183 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.