حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
نحن بشر نخطئ أحياناً ونصيب فى أحيان أخرى ، أوقات بنمشى فى طريقنا بقوة وعزم وأوقات تانية بتقل عزيمتنا وبنمشى فى الدنيا بضعفنا أمام نفوسنا الأمارة بالسوء بيختلط قدامنا الخير والشر ! بنخسر كتير وبنندم كتير !
واللى بيرجعنا هو إيمانا بربنا وأننا مهما عملنا سنرحل يوماً ما عن الدنيا واللى هيبقى هى أعمالنا وكلماتنا هتفضل شاهده علينا …كل واحد بيحب نفسه ودايماً بيحاول يكون الأحسن لكن فى أحيان كثيرة الدنيا بتصورنا أن كل حاجة بنعملها لازم ننتصر فيها لنفسنا
فإذا نفسك طاوعتك ومشيت وراها تأكد انه هيكون أنتصار للشيطان وليس نفسك!
قوله عز وجل:
(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة البقرة ١٨٠
لو أنتصر الإنسان لنفسه فى كل موقف تعدى عليه فيه غيره لقطع كل علاقاته مع الناس !
قوله عز وجل:
(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
سورة آل عمران ١٤٠
ربنا خلقنا مختلفين وكل واحد عايش بيدافع عن مصالحه وأغراضه فى الدنيا والأختلاف بيخلق صراعات بين البشر والإنسان الحكيم هو اللى بيتجاوز الصراعات دى بس للأسف بيتفهم انه ضعف منه وانه مش قادر يأخد حقه رغم ان رسول الله صل الله عليه وسلم وصفهم فى قوله
( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب ) صدق رسول الله
أنتصارك على نفسك سيقودك على أنتصارك على أعداءك ( اللهم أكفنى نفسى ، أما أعدائى فأنا كفيل بهم)
أنتصار النفس الحقيقى هو أن تتجاوز عندما لا نريد ….ونسامح عندما ما لا تستطيع …
وتؤمن بالنور عندما يحل الظلام …
ونصدق ان الفرح قادم فى طريقه وسط الحزن…
الأنتصار هو القدرة على التخلى عن الشدة والقوة وأن تصبر على نفسك فالإنسان عندما يعود نفسه على التخلى عن الأشياء ببطء سيدرك معنى السعادة عندما يملك أشياء أقل !
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ} :
ستنتصر على نفسك بالمداومة على محاسبة النفس لأن الإنسان لا يشعر بفساد نفسه إلا لما بيحاسبها وبيقدر يعالجها لكن عندما يتجاهل حاسبها بيزود المرض جواها وجوه القلب وتفسد القلوب وبيخليها ما تعرفش تفرق بين النافع والضار
كقوله عز وجل
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوب الَّتِي فِي الصُّدُورِ) سورة الحج ٤٦
من يهزم رغباته أشجع ممن يهزم أعداءه لأن أصعب أنتصار هو الأنتصار على الذات !
أنتصار النفس هو أن تكون نفسك لا شئ آخر !
أدعو معايا ….
“اللَّهمَ أَلْهمْنِي رُشدِي وَأَعِذنِي مِنْ شَرِ نَفسِي”،
اللّهمّ لا تحبّب إليّ ما أبغضت، ولا تبغّض إليّ ما أحببت، اللّهمّ إني أعوذ بك أن أرضى سخطك أو أسخط رضاك، أو أردّ قضاءك، أو أعدو قولك،
أو ناصح أعدائك، أو أعدو أمرك فيهم،
اللّهمّ ما كان من عمل أو قول يقرّبني من رضوانك ويباعدني من سخطك،
فصبّرني له واحملني عليه يا أرحم الراحمين.
حسبى الله ونعم الوكيل أفوض أمرى إلى الله ان الله بصير بالعباد ..
ربى أنى مغلوب فأنتصر وأجبر قلبى المنكسر وأكفنى يا كافى فأنا العبد المفتقر.
