الأربعاء , 15 مايو 2024

أحمد الحداد يكتب: نظرة بعين الطائر..!

= 1450

Ahmed Hadad


ابتعدت عمدا عن الكتابة تفرغا للقراءة …فما اكثر كتابنا وما أندر قراء الواقع فى هذا الزمان …جميعنا ساسة ومهندسى سياسة تفرقنا الغايات وندعى وحدة الهدف…

على مر التاريخ عرفنا ان للوطن متربصين منهم الخائن ومنهم الدخيل لكن ان نكتشف اليوم نوعا آخر فتلك هى سبق التجربة.. انهم …ليسو اعداء الوطن لكن اغبيائه….

فى زمن الثورات وربيعها العربي الذى اصبحت بالتدريج افقد الثقة فى مقصده اكتشفت ان نيران طواغيتنا كانت اسلم وابرد على شعوبنا من جنان دول الغرب وعملائهم ….

مازالت امريكا تؤمن بضروره تقسيم الشرق الاوسط لدويلات صغيرة ثم اعادة ترتيبه تحت قيادة خلافية تركية او اخوانية او حتى سعودية تدين لها بالسمع والطاعة وتكفيها ضرائب الحرب بالوكالة والدفاع عن مصالحها امام ولاة تلك الدويلات …

ربما بتر الجيش المصرى ذراعها الاخوانى التى كانت تعتمد عليه لتنفيذ مخططها القائم على ضم غزة لسيناء واقامة دويلة فلسطينية… أوالقائم أيام حكم مرسي على الزج بالجيش المصرى لحرب في سوريا لتدمير بشار واسقاط الدولة بعدما دفعت بكتائب داعش الجرثومية لإشعال حرب اهلية باسم الدين تارة والثورة تارة اخرى …

مازالت امريكا ترسم للسعودية حدودا مجزأة تعيد فيها ترسميها بما يضمن السيطرة على ثانى اكبر بئر نفطى في العالم.. تارة بشغلها بحرب الحوثيين باليمن وتارة اخرى بدعوة خادم الحرمين لزيارة اوباما واعطائه ضوءا اخضر لغزو سوريا تخليصا للشعب من بشار من اهان حكام الخليج قولا ذات يوم بأنه لايرى فيهم رجال ومن لم يغفروا له تلك الذلة….

ها هم الامريكان يغيرون اسلوب اللعب لكنهم يحتفظون بنفس الخطة والهدف بل واوراق اللعبة مع تعديل في الادوار شكليا…

الهدف الامريكى الاول هو خلخلة القيادة المصرية من دعمها العربي والخليجى بعدما فشلت فى اسقاطها شعبيا بالداخل.. فالاخوان اقل من ان يستعطفوا مجتمعا اكتشف نواياهم بالصوت والصورة…

الرئيس السيسى طالب بإنشاء جيش دفاع عربي مشترك لتخليص الوطن العربى من الدواعش والاخوان …وذلك المقصد هو ضرب لصميم المخطط الامريكى …ورغم صواب الرأى إلا ان السعودية مازلت تماطل لأن سوريا هى محور الاختلاف مابين دعم مصرى لبشار حتى تستقر الاوضاع ولو بشكل مؤقت .. ومابين عداء سعودى للرجل يقابله دعم للدواعش الصنيعة الامريكية المتظاهرة بكونها اهل سنة وجماعة..

من ذلك المدخل فتحت امريكا بابا للشيطان …حربا ضروسا ستجر المنطقة للتناحر بعدما فشلت فى جر مصر لنيران حرب اليمن ..ستبدأ عملية (الخلاط) كما تسميها التى تقوم على محور ارتكازى جديد هو سوريا تتناحر فيه ادواتها المتمثلة فى تركيا والسعودية وداعش وبقايا الاخوان…. مع انصار بشار وايران وحزب الله وروسيا والتى ستضطر مصر لمساندة الفريق الاخير فيه قولا لن يقبل التجزئة …

لمن لا يقرأ جيدا عملية حق الشهيد الأخيرة بسيناء ما هى الا تدريبات نهائية لقواتنا المسلحة …طائرات الرافال ..الفرقاطة تحيا مصر ..الدعم الروسى عسكريا ..القواعد الروسية المتواجدة بسوريا…حفر الجيش لقناه مائية ما بين مصر وقطاع غزه على الشريط الحدودى …كل ذلك هو استباق دفاعى لاننا نعلم جيدا اننا فى حالة حرب عالمية ثالثة…

لا تنشغلوا كثيرا بفوضى الداخل و افتعالات السياسة البلهاء مابين انتخاب برلمان واقالة حكومة وتعديل دستور ..فالامر جد خطير فنحن مابين تهديد امننا المائى بأثيوبيا وسدها المدمر ومابين انتصار لارهاب اسود كيأجوج ومأجوج ان ترك سيدمر بخروجه خارج حدود سوريا الاخضر واليابس العربى …

استقيموا يا حكامنا العرب فحربنا ليست كما عهدناها مع عدونا لانها ليست حرب حدود لكنها حربا على الوجود ….!

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الاحتلال بالأفكار وليس بالسلاح (١)

عدد المشاهدات = 1935 التاريخ يؤكد أن جميع القوى العظمى التى احتلت غيرها من الدول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.