هذه المرة أكتب لأخبر نفسي بأنني حقا بخير لا أمثل السعادة، ولا أظهر عكس ما يجول داخلي، أخذت قرار التشافي.. لم أصل إلى آخر مرحلة لكن على أي حال أفضل من السابق، أنا وحدي قررت وفعلت.. لقد تحررت من سجن الضحية.. حينما فهمت تحركت للأمام، اليوم أصبح كل شيء عادي جدا، لا أبالي الحكايات التي كانت تؤذيني…
انتهى كل شيء كنت أفترض في السابق أن هناك جولة ثانية لكن أدركت ليس هناك لا جولة ثانية ولا أي جولات أخرى.. هي واحدة فقط عرفت فيها من الرابح وفي ذلك الوقت مشاعري غاضبة… من حقي أن أتفهم مشاعري ولكن توافقت عن الشعور بأني ضحية الخذلان لأني داخلي يستحق شعورا أفضل.
قبل أسبوع من انتهاء السنة، كنت أقول لنفسي بأن هذه السنة أخذت من روحي وكانت الأصعب على الإطلاق، تغير مجريات حياتي بأكملها. ودعت أشخاصا عديدة.. أوصد قلبي أبوابه كاملة في وجههم.
علمتني السنة السابقة بأن هي حياة واحدة لا تستحق كل هذه الصراعات والمؤامرات.. ولا أطيق البقاء في مكان لا أشعر بقيمة نفسي فيه… ولا أجرح إنسانا بكلمة تكسره، فالصراعات التي تخوضها في سبيل لا شيء!
علمتني ألا أخجل من دموعي.. وأطلق وأصارح نفسي بكل مشاعري حتى لو كنت غاضبة.. وإذا أحسست برغبة في البكاء لا أخفي ذلك.. وأن أتمالك نفسي في الأوقات التي تحتم علي الوقوف بصلابة.. وأن الخسارة والفشل هي بداية النجاح والوصول لهدفي.
علمتني أن أقدر قيمة أمي.. وحزن ودمعه أمي.. وأن أشعر بإخوتي.. وألا أتردد في إظهار خوفي وحبي لهم… هذه السنة كانت بمئة سنة.
تغيرت بداخلي معان.. وصلت لمرحلة النضج… ألقيت نظرة للوراء وشاهدت سحر الوقت في انتهاء معاناتي، لن أتذكر الصعاب.. بل أقدر نفسي وأتذكر أني تجاوزتها ولا أحلامي التي لم تتحقق وقتها بل أفخر بكل ما حققته من أحلام أعظم منها… حتى ترددي في ذلك الوقت عن آلاف القرارات شكرت نفسي لأني كنت مترددة ..فترددي هذا كان أعظم إنجاز…
ومحاولاتي السابقة عن أشياء كانت أحاول تغييرها.. وتذكرت نفسي ذلك الضياع وقتها والحيرة وتضارب أفكاري والشعور بخيبة الأمل وتعلمت أنه أفضل شيئ حدث لي… لأني وصلت للنضج وأدركت أن هذا هو حقا وقت شفائي.
ما زالت أمامي حياة بأكملها لأقوم فيها بكل ما يسعدني… واكتشف مسببات جديدة للسعادة وأجد طريق النجاح.. فقط صبرا لأن الأشياء الجميلة تأخذ وقتا لتصبح حقيقة… أعيش كل يوم وكأنه آخر يوم .. أكون صادقا مع نفسي.. وأحارب من أجل أحلامي.. ولا أحمل نفسي أكثر مما أستطيع تحمله… إنها البداية الأروع لي!