إن كنت أنت ذلك الإنسان البسيط الذي تكفيه كسرة خبز، وتشبعه شربة ماء، ابتسامة أحدهم ترضيه، ونسمة هواء يرسلها الله إليه تسعده وتؤويه. تبتسم ابتسامة رضًا وثناء حتى إن افترشت الأرض والتحفت السماء، فأنت إنسان امتلكت من الكلمة كل مافيها من حروف، ومعانٍ.
انتبه واعلم أنك إن بقيت هكذا طويلًا وسط هؤلاء الذين شغلتهم دنياهم وأطاحت بهم بعيدًا حين أخذتهم أنفسهم من أنفسهم ليأخذوا نصيبك ونصيب غيرك من متاع الدنيا، وزخرفها، فعليك أن تستعد لتلقي هذا الشعور المتكرر بالألم والخذلان ستأتيك أفعالهم متدثرةً بعباءة مكرهم بعد أن أخذت صبغتها من لون قلوبهم.
شعورك بخيبة الأمل سيتضاعف كلما كان هؤلاء هم الأقرب إليك، ولكن ماحيلتك بعد أن جاورت الأقدار بينكما دونما اختيار.
إنهم ليسوا أشباهك أعلم هذا جيدًا، أراك تدور حول نفسك في متاهة تفكير لانهاية لها، متسائلاً: ماالذي يجب على أن أفعله معهم؟
إن كنت مكانك سأمارس عبادة الصبر حتى أصل إلى الحد الذي أخبرنا به الله تعالى ، ذلك الحد الذي لاتطيقه بعده نفسك، انتظر، ولاتسرع في إصدار الأحكام، فهذا ليس تصرفًا سلبيًا، ولكنه سيكون المسلك الأول الذي سيقربك من طريق النجاة.
عبور الأزمات يحتاج منك للمزيد من الصبر الجميل صبر لاتتبعه شكوى، إن اتخاذك القرارات التي تضمن لك الراحة والاستمرار حق من حقوقك وهى وسيلتك التي ستحميك من تكرار نوبات الألم، والخذلان.
لاتحزن فالله معك، لاتيأس فلا وجود ليأس مع وجود إيمان حقيقي بربك، لا تستسلم فأنت لم تخلق لمثل هذا، لن يضيع الله إنسانًا لجأ إليه في كل موقف ليحتمى بركنه الشديد، استبشر خيرًا ولاتقنط فلن يضيعك الله.