الجمعة , 19 أبريل 2024

وفاء أنور تكتب: طوبى للغرباء

= 1706

حانت اللحظة التي قاومتها نفسك، وحاربتها بكل ضراوة حتى لاتقدم عليها! انتظر فأنا أعرفها جيدًا إنها اللحظة التي ألقت بك في دوامة الصراع النفسي دون رحمة حين قام عقلك بتصدير آلاف الأسئلة إليك، ليدخلك إلى عالم متغير تجد نفسك تذوب فيه مابين إقدام، وإحجام، وقد تبقى هكذا زمنًا طويلًا!

تسير للأمام خطوة؛ فتأمرك نفسك بالرجوع مئات الخطوات، وكلما هممت باختيارك لأفضل قراراتك عادت إليك نفسك؛ لتخبرك إن ما سوف تقدم عليه سيكون هو قرارك الكارثي الأوحد. وبأنك إن أقدمت عليه سوف تخسر علاقاتك، ثم تتركك في ظلامك تائهًا حائرًا.

ستنصحك كثيرًا بضرورة التسامح في أشياء لا تسامح فيها متناسية معاناتك التي كادت أن تدمرك، وفجأة سيأتي صوت ضميرك ليعلنها بوضوح قائلًا: توقف هنا، وكفى، يحذرك من اتباعك لهوى نفسك سيمتلكك، ويحركك لما فيه الخير لك، وأمام دعوته ستسقط كل حصون الضلال، وقلاع التجاوز، والتساهل.

نحن في عالم ينال منا بل، ويلتهمنا نحن البسطاء الطيبون رقيقي الشعور؛ قد تكون إحدى مشكلات العولمة ذات الملامح الباهتة، وغير المقننة سببًا رئيسيًا في تردي الأخلاق في مجتمعاتنا. البعض يفهم التواصل مع الآخرين بمفهوم الانفتاح اللامحدود ؛ كمن عاش في منزل من زجاج، ثم أقنع نفسه بأنه قد حجب، ولم يعد يره أحد فتمادى في اللهو، والدعوة إلى السفور من خلف الشاشات.

إن عدم الالتزام بالحدود في العديد من العلاقات الاجتماعية هو بمثابة السرقة التي تحدث تحت تهديد السلاح، فالسطو هنا يعد سطوًا على رقينا، قيمنا دعائم عقيدتنا، وعاداتنا! كفانا قتلًا لأنفسنا من أجل تحقيق رغبات غيرنا من هؤلاء الذين يحتالون علينا بمكرهم السيء مستغلين طيب أصلنا، وحسن خلقنا.

إن كنت مازلت تتمسك بحسن خلقك كن مستعدًا لتلقي التهديد المستمر من هؤلاء الأشخاص ذوي الوجوه التي سقط عنها حياؤها. ولك يا من حملت رسالة الخير، وكرهت الشر، وأتباعه أقول لك: حين تجد نفسك قد أصبحت غريبًا وسط عالمك لا تحزن، وتذكر هذا القول الكريم: “طوبى للغرباء”.

شاهد أيضاً

رياح الخماسين.. مركز المناخ: انخفاض الحرارة من اليوم لمنتصف الأسبوع القادم

عدد المشاهدات = 1320    قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.