الثلاثاء , 16 أبريل 2024

وفاء أنور تكتب: الغائب الحاضر!

= 3641

توقف عن الحديث ، وقد اكتست ملامحه بالدهشة حين رفضت قبول عرضه الأخير بمد يد العون لي ! لقد تذكر فجأة أنه كان مسئولًا عني ! أفاق أخيرًا من غيبوته الطويلة ! حاول إقناعي بأنه لايوجد فرق بيننا قائلًا : ألست مسئولًا عنك ! قرر أن يمد يده بالعطاء ، وهى التي لم تمتد يومًا إلا للأخذ فقط !

سأحتاج فوق عمري عمرًا آخر لاستيعاب ماقلت ياسيدي ، فأنا لم أسمع ، وأنت لم تقل !
يامن قمت بتنصيب نفسك في هذا المنصب ! نعم أعنيك أنت أيها الغائب الحاضر .

إن العرض السخي الذي قمت بعرضه الآن تأخر عن موعده كثيرًا ، فأصبح لايجدي نفعًا . هل يمكنك إعادة الحياة لمن فارقها ؟! كيف تمد يدك لتعطي من تعود أن يحمل عنك مسئوليتك ! من تعود الاكتفاء بنفسه لن يضحي بها مهما كان العرض مغريًا !

بضاعتك كاسدة ياسيدي احملها ، وعد من حيث جئت إنها لاتعجبني ، ولاترضيني ! تأكد أنني لن أمد يدي لآخذها منك ، حتى لو قمت بتقديمها لي بالمجان !

اعلم أن دورك الذي تقوم بأدائه الآن لن يحقق لك أي نسبة نجاح ، فجمهورك ياسيدي يدرك قيمة المعروض ، ويتقن فن الانتقاء .

استمع إلى نصيحتي الأخيرة إليك : أنت لن تبرع حقًا إلا في تقديم دورك الوحيد الذي قمت بعرضه أمامي ببراعة طوال سنوات عمرك ! نعم دور ذلك الشخص الذي لايبالي بأحد ، ولايرى في كل من حوله سوى نفسه !

شاهد أيضاً

“ساعة المساء “…خاطرة بقلم ندى أشرف

عدد المشاهدات = 7941 هل لكل مكان سبب ولكل سبب قصة معينة له؟ واقع مادى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.