الجمعة , 29 مارس 2024

وجدي صابر يكتب: أحزابنا السياسية ..”العدد في الليمون”!

= 1560

 

wagdy-saber
 
صدمة شخصية انتابتني حينما بحثت عن عدد الأحزاب السياسية في مصر بعد الثورة لأكتشف أن عددها يصل قرابة 55 حزبا !

والصدمة ليست في عدد الأحزاب لكنها في علامات الاستفهام التي انتابتني وهي من المؤكد تنتاب جموع المصريين عن الدور الفاعل الذي تقدمه هذه الأحزاب المصرية على الساحة ؟

لدينا مثل شعبي مصري معروف يقول "العدد في الليمون " هذا المثل ينطبق على أحزابنا السياسية كثيرة العدد " عديمة الفائدة " .

أتحدي مثلا أن يكون معظم المصريين يعرفون أسماء هذه الأحزاب باستثناء حزبين أو ثلاثة ! والسؤال الأكثر حيرة .. كيف وافقت لجنة الأحزاب على التصريح لهذه الأحزاب أليس في هذا مفسدة واضحة للحياة الحزبية في مصر ؟

مبعث الكارثة التي أراها تنذر بعواقب سياسية وخيمة أن هذه الأحزاب أطلقت العديد من الأنشطة حتى تعرف الرأي العام بأنها موجودة في الواقع وليست " حبرا على ورق" فكشفت هذه الأنشطة عن حالة " الخواء السياسي" الذي تعيشه فلا أفكار أو برامج أو رؤية لحل مشاكل المحروسة وما أكثرها .

وليس المثل ببعيد حيث أقام أحد الأحزاب المصرية الذي يفهم من اسمه أنه " درع للوطن" مؤتمرا حاشدا في أحد مدن الدقهلية تكلف حسب خبراء الولائم والحفلات آلاف الجنيهات حتى أن القاعة المؤجرة في اليوم الواحد تتكلف 15 ألف جنيه أما مضمون المؤتمر حول " تمكين المرأة من المحليات " عنوان جميل ومؤثر لكن الحقيقة مؤلمة ، فالمؤتمر الذي يناقش قضية تخض المرأة معظم الحاضرين به من الرجال والحاضرات من سيدات المجتمع أو " الصفوة " ولا توصيات ولا يحزنون لكن توافرت الموائد العامرة بما لذ وطاب !

هل يعقل أن تكون أحزابنا السياسية بهذا الكم وهي في واد ومشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية التي تزداد تأزما يوما بعد يوم في واد آخر بفضل حكومة عاجزة عن التصدي لهذه الأزمات وبرلمان " هش" يبحث نوابه عن مصالحهم وتناسوا مصلحة الوطن !

أين تلك الأحزاب الورقية من قضايا الأمية والبطالة وهل من الصعب أن تفتح تلك الأحزاب مقراتها الفخمة التي تكلفت الملايين وتقلل من الإنفاق على حفلات البذخ والولائم وتوجهها تلك الأموال للإنفاق على افتتاح فصول دراسية لمحو أمية قطاع كبير من المصريين ؟

وهل من الصعب على هذه الأحزاب أن تتحول مقراتها أيضا إلى قاعات  تجمع المصريين ويحاضر فيها أساتذة الجامعات لتعريف المواطنين بحقوقهم السياسية وتكون منابر سياسية تزيل الأمية السياسية التي التصقت بقطاع كبير من الشعب ؟

وجود هذه القائمة الطويلة من الأحزاب على الساحة السياسية وبهذا التوجه وتلك الأفكار التي أراها عقيمة يمثل "طعنة " حقيقية في قلب الحياة السياسية في مصر وليست كما يدعي عباقرة السياسة بأن وجود هذا الكم من الأحزاب إثراء للحياة السياسية ، وإذا لم ينتبه قادة هذه الأحزاب للدور العقيم الذي يقوم به أحزابهم فقل على الحياة السياسية في مصر السلام . 

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6651 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.