(الشاعر خالد الشريف ينعى صديقه أحمد – رحمة الله- بكلمات تقشعر لها الأبدان في قصيدته ” وإحنا داخلين المدافن”)
حدش غريب يا أحمد
متقومش من قعدتك
حدش غريب
دول كلهم صُحبتك
جايين يتونسوا بضحكتك
ويرموا عليك السلام
ارتاح إنت بس في تُربتك
تتعبش روحك فـ الكلام
جايين هيسلموا ويمشوا
عبدالله ماله؟
عبدالله غطا الدمع رِمشه
فهد ومراد وصُحبتك ويااه
مصطفى ؟
مانت عارف مصطفى
طول عمره يكتم فـ الزعل جواه
يبكي ولا يبانش عليه
اطمن
ساعتين وهيتغلب حُزنه
كل الدموع تلقاها فـ عنيه
وأبوسحلي جالك م البلد مخصوص
قالي : غيلان الحزن لسه جعانه
يا خالد لو كان العمر ده بفلوس
كان زمان أحمد معانا
عزازي مش عارف يعزي نفسه بإيه ؟
الحزن واقف بين حباب عنيه
همام ضباب الحكمة غمى عليه
قال : سبحانه خلق الموت ده ليه؟
” لا يُسأل المالك عن الملكوت ”
يقصدش خالص يعترض ع الحكم
كان بيتأمل رحمته في الموت
ويقول يا خالد : شوف رحمته
” يونس نبينا كان فـ بطن الحوت “
بنعزي روحنا في الفراق
ونقول ” آمنا “
والحزن برضه مسيره بايش
وانت أهو موجود وبيننا
لسه اهو موجود وعايش
ف العزا كان كله واقف
صُحبة حلوة وناس تحبك
ناس تبانلك في المواقف
كله هنا موجود وحابك
كأنك انت يصحبي واقف
متخفش واطمن
إمسك كتابك باليمين
التعب يشفع كشوفك
كنت تعبان يصحبي لكن
كان علي عنده الأمل
يرجع يشوفك..
ملحقتش تودع صحابك
قبل ما تسيبهم
وأنا عارف الحتة دي حزاك
نتلاقى بكرة ف الجنة وحاسبهم
إزاي قبل الفرح وقفوا فـ عزاك؟
بس اقولك قبل ما تكمل
إحنا أهو جاييين نسلم
مش عاوز يصحبي أقلبها غم
بس عارف لما جينا
والشوق داهم عنينا
غبنا فترة و إتلاقينا
التلفون كان ناقصه رنك
شوفناك بخير اهو يعم
أمال ليه قلقونا عنك؟
أدي المدافن صف زينة
والقلوب راضية ورزينة
والملايكة واقفة تستنى
العيون تبقاش حزينة
زفة حبيبنا طريقها للجنة
إعزم صحابك في الجنان ع النهر
وخلي الحساب يصحبي ع النوتة
اللى يعيش ف قلوب صحابه !
بالذمة دي تتسمى موتة؟
وإحنا داخلين المدافن
شوفت قلبي بيترعش
والخوف ماليه
والخوف ما / ليه
وعرفت معنى الوداع
لازمة سلام الحبيب
قبل ما تفوته
وفهمت إن اللى ما يكسرك حي
يكسرك موته.