تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الألم، يظهرون عجزًا في القدرة في الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها خلال فترات زمنية قصيرة، كما أظهرت دراسة جديدة أن الآلام الطبيعية في الحياة اليومية، مثل الصداع والظهر، تؤثر على قدرتنا على التفكير.
ووجد مؤلفو الدراسة -التي أجريت في جامعة ميامي، من خلال تحليل بيانات تصوير الدماغ لـ228 مشاركًا- أن الألام المرتفعة مرتبطة بشكل غير مباشر بأداء أسوأ للذاكرة العاملة من خلال زيادة النشاط في منطقة معينة في مركز القشرة الأمامية الجبهية البطنية، وهي منطقة دماغية تشارك في الألم والضيق العاطفي والإدراك، كما توصلوا إلى أن العلاقة بين الألم اليومي ونشاط الدماغ في هذه الدراسة تشبه نتائجها أيضا المرضى الذين يعانون من الألم المزمن.
شدة الألم المرتفعة مرتبطة بشكل مباشر بالتأثير علي الذاكرة، من خلال تطبيق اختبارات بحثية بمدى فعالية ذاكرتهم، حيث تم عرض سلسلة من الرسائل على المشاركين وسؤالهم عما إذا كان الحرف الذي يرونه قد ظهر في عدد من الشاشات مسبقًا، إذ أنه كلما زاد عدد الشاشات الموجودة في التسلسل الذي يُطلب من المشاركين تذكرها، زادت ذاكرة العمل المطلوبة.
ووفقا لموقع «ميديكال إكسبريس»، يقول جوانا ويتكين، مؤلف الدراسة، إن المشاركين الذين كان لديهم مستويات منخفضة من الألم المبلغ عنه، لديهم مستويات مختلفة من النشاط في الذاكرة، مقارنة بالمشاركين الذين لم يبلغوا عن الألم، كما وجدوا أن بعض جوانب الاضطراب العاطفي التي أبلغ عنها المشاركون، مثل الغضب والخوف والضغط، لم تكن مرتبطة بأداء الذاكرة العاملة.