الأحد , 15 سبتمبر 2024

“هلاوس بين السفر والقراءة”…بقلم: نبيلة حسن عبدالمقصود

= 3638

أتدري يارفيق الروح وجه الشبه بين الخروج من المنزل وبين القراءة؟

كلاهما سفرٌ يُعيدُني إليك بشغفٍ..
أعود لأحكي وأصف ما وجدت أثناء رحلتي..

فالأول سفرٌ حقيقي بين الأماكن والبلدان واختلاف نسمات الهواء وشكل السماء؛؛

والثاني سفرٌ لكنه لعالمٍ من الخيال؛ أماكنه أوسع وعالمه أرحب وإحساسه أعظم وأروع…

أُسافر بين صفحاتٍ بعضها يضمني؛ وبعضها يقهرني؛ وبعضها يبعثرني؛ وبعضها يجمع رفاتي.. لا أعرف سوى أني أطلقت العنان لخيالي ليجتمع ويتناغم مع خيال وإبداع الكاتب  فتارةً يسعدني وتارةً يبكّيني وتارةً يوقظ حنيني..

وحين أقرأ أغيبُ وأغيبُ وأغيب وكأني تلاشيت؛ وتركت نفسي كُلياً مع النص وكاتبه؛ أعيش ما عاش وأشعر بما يشعر ؛ وأتعاطف حين يتعاطف؛ وأغضب حين يغضب… أعترف أنه سيئ للغاية.. فلابد للقارئ أن يظل مستيقظا ولاينسى كونه هنا قارئا فقط وليس نسخة ثانية مُصغرة لروح الكاتب وخياله ؛ فلا يلغي شخصيته ولا يسمح للكاتب أن يستهويه حتي يظل على درايةٍ ووعي ويظل يعقل وإلا فما فائدة عقله!؟

ولكن لابأس فأنا هنا لست ناقدة. أنا فقط أهيم في النص وإبداعه؛؛؛

يأسرني جمال الأسلوب، وسحر الكلام، وتناغم الإحساس. فلا بأس أن أستريح من عقلي مؤقتاً حتى أغيب؛ فأنا حقاً في حاجةٍ مُلِحّة للغياب ولو قليلاِ..

ولكني أصبحت أكْره السفرين معاً لأنهما يعيداني إليك مُكبّلة الخطى، ومكتُوفة الأيدي بلهفة المشتاق للسكن بعد الغياب والإرهاق؛ وأنا أبغض كل شيء يستحوذ عليٌّ بهذه القوة.

شاهد أيضاً

سهير عمارة - كاتبة 023

سهير عمارة تكتب: عابرون دون انتظار!

عدد المشاهدات = 6154 سألني خاطري سؤالا هل ندمت على معرفة أحد وكانت إجابتي.. لو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.