تعرض كثيرون منا بسبب أحداث غزة إلى صدمة نفسية نحتاج معها أن نفهم كيف نتعايش مع مراحل الصدمة والحزن الذى قد يدفع بنا لليأس والإكتئاب.
وللحزن مراحل خمسة وضعتها الطبيبة النفسية “إليزابيث كوبلير- روس”فى كتابها “النبع الأسود”الذى أسعدنى ترجمته من الفرنسية للعربية بعنوان”رحلة إلى العالم الآخر”وذلك خلال تعايشها مع مرضى مهددين بالموت. هذه النظرية يمكن تطبيقهاعند موت شخص ما أو فقدان وظيفة أوإنتهاء علاقة أوتغير حاسم فى الحياة.
الإنكار أول مرحلة كرد فعل دفاعي طبيعي مؤقت يجسد حالة الرفض قبل استيعاب الصدمة. يأتى بعده شعورالغضب تعبيرا عن الألم ومع انحسار الغضب، يبدأ التفكير العقلاني بالفقد، لتبدأ مرحلة المساومة”ماذا لو؟”ويحاول فيها الشخص التفكير فى أى فعل أملا فى أن تتبدل الأمور وتعود الحياة لما كانت عليه.
عندما يكتشف المصدوم قلة حيلته يتحول لليأس والإكتئاب ويفقد شغفه بالحياة. وتنتهى الصدمة بمرحلة التقبل الكامل للفقد والتعامل معه على أنه واقع لا مفر منه، ولكن تبقى مشاعر الحزن والألم من غير مقاومة إلا أن يتجاوز حزنه بحيث يشغل مساحة أقل في حیاته.
لا توجد فترة زمنية محددة لمراحل الفقد إذ يختلف مقدار وطريقة الحزن بين الأشخاص، ولكن عدم تجاوز الحزن يتطلب استشارة طبيب نفسي. وبالطبع، فإن المحنة الحقيقية التى يعيشها الفلسطينيون المرابضون فى أرضهم تتطلب دعما نفسيا شديدا لهم بعد توقف الإبادة الجماعية التى يتعرضون لها حاليا.
——————————-
* مدير تحرير أخبار اليوم.
hebahusseink@gmail.com