تعطيل الدراسة فى المدارس والجامعات بسبب فيروس كورونا يمنح الأسرة فرصة جديدة للتواصل وتحسين العلاقات بين الآباء والأمهات والأبناء.
تستحق هذه الفرصة أن نغتنمها، فنجتمع مرة أخرى حول الطعام ولو لوجبة واحدة يوميا، نستعرض أخبارنا، نشكو همومنا، نتشارك فى الرأى، نستمع لبعضنا فى زمن حولت مشاغل الحياة والتكنولوجيا أفراد الأسرة الى جزر منعزلة.
الأطفال والمراهقون بالذات يحتاجون للدعم من أسرهم كما يؤكد الخبراء، فهم يمثلون20%من سكان العالم وفى مصر لدينا 19مليون مراهق من سن10الى 19 سنة لايعترف بهم القانون فيضعهم تحت مظلة قانون الطفل وذلك ظلم يجب أن يُرفع عنهم، بحسب د. ممدوح وهبه- رئيس الجمعية المصرية لطب المراهقين-الذى يتمنى وجود مبادرة رئاسية لدعم المراهقين والاهتمام باحتياجاتهم، فهم يمثلون طاقة جبارة ومبدعة اذا أُحسن استغلالها.
وتوضح د.هبه فتحى أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة كيفية التعامل مع المراهقين بالاستماع اليهم وعدم اصدار أحكام مطلقة تدمر نفسيتهم ومشاركتهم اهتماماتهم واعطائهم الفرصة ليفكروا ويبدعوا ويشعروا بالثقة، فالأهل مرآة تعكس رؤيتهم لأنفسهم. حاول أن تكون قدوة لأبنائك وعلمهم كيف يعتذرون بأن تفعل ذلك اذا ما تطلب الأمر..عبر عن حبك لهم ولاترهقهم بأكثر من قدراتهم..ضع نفسك مكانهم، امنحهم الخصوصية وتابعهم عن بعد ولاتتعامل معهم بندية..فليس كل الأمور تستحق أن نتشاجر حولها. وأخيرا لاتعطهم أوامر بل حاول اقناعهم واشعارهم بالمسئولية.
والواقع أن حالات الاكتئاب تنتشر فى سن المراهقة، مما يجعل الانتحار الناتج عنها ثالث سبب لوفاة هذه الفئة فى العالم. ولهذا تحذر د.فتحى من بعض المؤشرات مثل تغيرعادات النوم، البعد عن الأصدقاء، التفكير فى الموت، الملل الدائم وأعراض جسمانية بلا سبب. وهذا يستلزم يقظة الأهل وعدم الاستهانة بالأمر واستشارة الطبيب النفسي لتدارك الخطر.