الإثنين , 28 أبريل 2025

هبة عمر تكتب: وللمناصب مواسم أيضا

= 1893

تتغير الفصول فيأتي موسم وراء آخر، يرحل الخريف ليأتي الشتاء ثم يرحل أيضا ليأتي ربيع يعقبه صيف، يشكو الناس من الحر كما يشكون من البرد، وحتي الربيع تزعجهم رياحه وأتربته فلا يطيقون صبرا، وتتغير مواسم المناخ ولكن الناس لا يتغيرون.

وهناك مواسم أيضا للسعي خلف المناصب يعرفها من يحلمون في إشتياق بالحصول علي»‬ كرسي»، وينتظرها من يظنون أن القادم الجديد قد يحمل جديدا، فيلعنون من ذهب ويحتفون بمن جاء، ويكتشفون متأخرا أن لا شئ تغير، وأن مواسم حصاد المناصب لها خطط وإستراتيجيات، وخلفها خبراء في تحديد من يصلح للتنفيذ.. ويظل الجميع مستنفرا في كل مره إنتظارا للإعلان عن صاحب الحظوه.

في موسم التغييرات الصحفية الذي هبت رياحه ينشغل أكثر أهل المهنة بالتفتيش في الأسماء، ونثر التوقعات، واستقبال الشائعات، ولكن الأقل فيهم من ينظر الي المهنه نفسها ومابلغه حالها، وكيف تم تجريف المخلصين فيها علي مدي عقود، ومصير مئات من الوافدين الجدد إليها كل عام من خريجي كليات الإعلام، وماذا يتعلمون، وكيف وأين يجدون طريقهم لمزاولة المهنة، في زمن تغلبت فيه الوساطة علي الموهبة، والتكتيك علي الكفاءة، وإنشغال الجميع بالبحث عن موارد، وغلبة الإعلان علي الصحافة والإعلام، وقلة عدد القراء، بل تراجع حالة القراءة بصفة عامة أمام كل المغريات المرئية والمسموعة.

لا يهمني كثيرا من يجلس علي »الكرسي» في النهاية في أي مؤسسة صحفية أو هيئة معنية بالصحافة، ولكن مايهمني هو ماذا يفعل وكيف يمكنه أن يقدم رؤية لحل كل المعضلات التي تواجه مهنة القلم، بعيدا عن الصراع علي المناصب، يهمني من يملك القدرة علي إحياء الوعي بأن الكلمه الحرة الصادقة الواعية أهم من كل منصب وأبقي من كل سلطة وأنفع للوطن من أي نفوذ.

شاهد أيضاً

محرقة غزة … عار على جبين الإنسانية 

عدد المشاهدات = 464  بقلم : يامنة بن را ضي – الجزائر لا مجال للشك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.