الأحد , 15 سبتمبر 2024

هبة حسين تكتب: صحتك النفسية في خطر

= 2323

لوحظ فى الآونة الأخيرة شدة الإقبال على فيديوهات الصحة النفسية فى وسائل التواصل الإجتماعى وخاصة بين المراهقين والشباب. ولا ضير فى أن ينير المتخصصون الطريق أمام الباحثين عن الاستقرار النفسى والعاطفى ومهارات الاتصال وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة.

ولكن الغريب أن يتطرق كثيرون لنشر نصائح تتعلق بأحد الأمراض دون أدنى علاقة بالطب النفسي مثل فيديوهات متلازمة نقص الانتباه وفرط الحركة”(ADHD) واضطراب الوسواس القهرى(OCD) والاكتئاب وهوما يعكس خطورة التشخيص الذاتى للاضطرابات النفسية وتأثير ذلك على الصحة العقلية والنفسية للمتلقى. وقد وجد تقرير لجامعة كولومبيا البريطانية أن من بين أعلى 100 فيديو انتشارًا على تطبيق “تيك توك” حول(ADHD)، يضم أكثر من نصفها معلومات مضلّلة.. والنتيجة إما توهم وجود خلل نفسي أو إبعاد المرضى عن تلقى الرعاية الطبية. ووفقا لاحصاءات أمريكية، تضاعف الاكتئاب بين المراهقين من 2004 إلى 2019 بسبب وسائل التواصل الاجتماعى. وارتفعت حالات الاكتئاب وإيذاء النفس والإنتحار منذ 2012،1 وهذا يؤكد خطورة قضاء الساعات أمام الشاشات دون إحساس بالوقت. كثيرون ينخدعون بصور أشخاص على منصات التواصل وتتضاءل نظرتهم لأنفسهم دون التفكير أن معظم الصور تستخدم فلاتر لإضفاء جمال غير حقيقى عليها. كذلك الإحساس الذى يتسرب للمتابعين من شعور بالحزن والكآبة، لأنهم لا يعيشون حياة مبهجة مثل غيرهم الذين يرسمون صورة زائفة لحياتهم. هذه الحيل تنطلى على كثيرين وخاصة المراهقين وتشعرهم بالدونية فضلا عن تعرض الكثيرين للتنمرالإلكترونى وتراجع التركيز والاستيعاب والإنتباه.

ورغم ما تدعيه وسائل التواصل الاجتماعى من فرض الرقابة على المحتوى ومع تراجع نسبة المتفاعلين مع فيسبوك وتويتر( إكس)، إلا أن الحديث عن الاضطرابات النفسية ينتشرعلى “تيك توك”الذى جمع أكثر من مليار مستخدم في العالم خلال 5 أعوام فقط، مما يثير مخاوف خبراء الصحة النفسية. هذا الوضع المقلق دفع بعض الدول لوضع قيود على فترات استخدام الإنترنت للأطفال، وجعل الخبراء يدقون ناقوس الخطر مطالبين بوضع علامة تحذيرية للصحة العقلية على منصات التواصل الاجتماعي، تشبه تلك التي توضع على علب السجائر.

أعتقد أن المسئولية لا تقع وحدها على تطبيقات التواصل الاجتماعى لجعل الإنترنت فضاء أكثر أمانا، ولكن أيضا على الأهل والمجتمع لتنبيه المراهقين والشباب لعدم استقاء المعلومات الطبية من غير المتخصصين والتفكير بعقلانية فى المحتوى، وذلك من خلال إجراء حوار دورى حول مشاهداتهم فى المنصات المختلفة، وإرشادهم لمصادر موثوقة للحصول على معلومات عالية المصداقية.     

——————————————————–

  • مدير تحرير أخبار اليوم.

hebahusseink@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فلتصمتوا الي الأبد

عدد المشاهدات = 7092 حالة من الذهول انتابتني وانا أري بعيني وأسمع بأذني فيديو لأحد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.