ربما يكون العنوان غريبا بعض الشيء لدى البعض.. للوهلة الأولى لكن عند التعمق في قراءة هذه الرسالة الهامة.. سوف تتضح الرؤيا والقصد منه.
مما دعاني لكتابة هذه الرسالة ما أصطدمت به من قصص نساء كثيرات تعانين من مواجهة الحياة وحدهن على حين غفلة.
لاشك أن ديننا الحنيف عزز المرأة كما أوصى بها خيرًا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، كما أكرمها الله عز وجل في كتابه الكريم، والحقيقة هناك رجال صدقوا الله ورسوله ونفذوا الوصية على خير وجه، فمنهم من جعلها أميرة وأخر جعلها ملكة متوجة.
كل ذلك أفعال من الرجولة الكاملة، ولكن وفي وسط خضم الحياة وتقلباتها بين ليلة وضحها، فعلى رب الأسرة أن يتوقف هُنيه، ويفكر هل هو يشرك زوجته معه في التعرف على أعماله وأوراقه وحياته العملية وأحواله المادية ما له وما عليه؟.. هل يقحمها في بعض الأحيان في أمور الحياة والانخراط مع المجتمع؟
هناك أمرأة شخصيتها منفتحة ومطلعة على الحياة وتتعامل مع المجتمع بكل سلاسة، فإذا أُلقيت عليها مسئولية تحملتها ولم ترتبك وقادة السفينة وتحملت تلاطم الأمواج.
أما المرأة البيتوتية التي لا تنزل حتى إلى الشارع لشراء متطلبات بيتها لأن الزوج هو من يقوم بكل شيء يخص المنزل، ماذا تفعل إذا فقدت ذلك العائل والسند فجأة، وهي ذات الأيدي الناعمة المدللة التي لا علاقة لها بفضاء الحياة، فالحياة لاتنظر أحد وتستسلم فقط للشجعان
فوجود المرأة في بيئة تسمح لها بممارسة حياتها وتحمل مسئولياتها يختلف عما إذا كانت البيئة المحيطة تقيُّد من حركتها وتقيُّدها بسلسلة من العادات والتقاليد والأعراف.
الحياة بعد وفاة الزوج الذي هو صمام الأمان لأسرته وهو السند والحصن تقلب حياة الزوجة رأسًا على عقب بالإضافة إلى حالتها النفسية بين الإكتئاب والتشتت والشعور بالضياع وألم الفقد، وتحاول لملمة أجزائها المبعثرة لتحمل تلك المسئولية، فهي أصبحت الأم والأب، عليها التعامل في الخارج والداخل.
يجب أن يعلمها أن تتعامل مع المجتمع ويفتح أمامها أبواب الحياة حتى تكتسب الوعي الكافي مما يجعلها تحسن التصرف إذا باغتتها الحياة بوفاة زوجها.. علِمها تكون أرملة، حتى تستطيع أن تكمل المشوار وتصل بأبنائك لبر الأمان.