حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
نحتاج إلى وقفات مع النفس بين حين وآخر، لأننا بمرور الوقت تأخذنا الدنيا ولا ننظر لحال قلوبنا لأنها بالتأكيد تتأثر بالمواقف والأشخاص الذين تتعامل معهم، وبكل صدق لا يمكننا القول أن هذا التأثير يكون دائما إيجابيا فهو في كثير من الأوقات يكون سلبيا وخطيرا جدا على قلوبنا.
ولهذا..يجب أن ننقي قلوبنا دائما، ونخلصها من شوائب المواقف التي مرت، وتركت أثرا سلبيا بداخلنا لكي نستمر في العيش، ونواجه مواقف أخرى تخبئها لنا الأقدار بنفس متزنة هادئة.
هذه التنقية تكون بطرق مختلفة ومتعددة تختلف بطبيعة كل شخص على حدة، لذلك يجب على كل فرد معرفة الطريقة المناسبة لضبط نفسه.
أحد أهم هذه الطرق ما أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم حين قال في الحديث النبوي الشريف: “إذا نَظَرَ أحَدُكُمْ إلى مَن فُضِّلَ عليه في المالِ والخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إلى مَن هو أسْفَلَ منه”.
وهناك أيضا جملة تقول: “إرض بِما قسمه الله لك؛ قد تكون أغنى الناس وأنت لا تدري”، وهنا يتضح لنا أن الرضا من مفاتيح السعادة ونقاء القلب لأن الإنسان كلما قارن نفسه بمن حوله وبمن هم أعلى منه سيتأثر قلبه بالحقد والكره مع الأسف حيث أنه إذا قارن نفسه بمن هم أعلى سيشعر بأنه لا يصل لشئ وأنه يعيش حياة في غاية الصعوبة.
ولكن إذا نظر الإنسان لمن هم أقل منه سيجد أن الله عز وجل منحه الكثير من النعم التي يغفل عنها منشغلا بالنظر لمن هم أعلى منه مكانة أو أكثر مالا.. إلخ.
وإذا تطلع الإنسان لمن هم أقل منه، ورأى أنه أفضل منهم، عليه أن يحذر من السقوط في الكِبر،أو التعالى عليهم، لأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حثنا على النظر لمن هم أقل منا لا لنتكبر عليهم ولكن لكي نشعر بالنعم الكثيرة التي في حياتنا و لا نشعر بها.
إن الدنيا لن تصفو لأحد، ولكلٍ منا معاركه التي لا يعلمها إلا الله، لذا لا تتطلع لحياة غيرك لمجرد أنك رأيت منها الجانب المضيء فقط.
وأنظر وراقب حياتك أنت وذاتك لأنها تحتاج وقتا كافيا منك بدلا من إضاعة وقتك في مراقبة من هم حولك أو مقارنة نفسك وأحوالهم بهم وبأحوالهم التي لا تدري عنها إلا القليل.
——————————————–
* طالبة بكلية الآداب – جامعة القاهرة.
