أدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، برئاسة الدكتور محمد أبو سعدة، اسم كوكب الشرق أم كلثوم في مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافتة على مدخل شارع الذى سمى باسمها وذلك تخليدًا لذكراها عبر الأجيال المختلفة.
تعد من أبرز أعلام الغناء خلال القرن العشرين، واشتهرت في مصر والوطن العربي، وتعرف أيضاً بعدة ألقاب أبرزها أم كلثوم وكوكب الشرق والست، وتعتبر أم كلثوم من معجزات الغناء العربي، حصلت على ألقاب كثيرة منها “أميرة الطرب” و”الساحرة” و”الكروانة” و”ست لكل”، وأخيرًا “كوكب الشرق”
وقد بدأت الغناء وهي في سن الثانية عشر، حيث اصطحبها والدها لتغني معه في الحفلات، وهي تلبس العقال وملابس الأولاد، وبدأ صيت أم كلثوم يذيع منذ صغرها. وفي ذات مرة تصادف أن كان أبو العلا معها في القطار وسمعها تردد ألحانه دون أن تعرف أنه معها في القطار، وذلك بعد عام 1916م حيث تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد الذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة، ومعه أم كلثوم في عام 1922م، وقد أخذت الفن من صوله على يد السيخ أبو العلا، الذي كان فنانًا كبيرًا وموسيقيًا نابغًا، وأستاذًا غزير العلم بفن الغناء.
كان استقرار أم كلثوم في القاهرة بداية شهرتها الفنية، فأخذت تغني في مسرح البوسفور في ميدان رمسيس بدون فرقة موسيقية، وغنت على مسرح حديقة الأزبكية، واشتهرت بقصيدة “وحقك أنت المنى والطلب”، وتعد هذه أول إسطوانة لها صدرت في منتصف العشرينيات وبيع منها ثمانية عشر ألف إسطوانة، وتعلمت أم كلثوم لاحقاً من أمين المهدي أصول الموسيقى، وكذلك تعلمت عزف العود على يدي أمين المهدي ومحمود رحمي ومحمد القصبجي.
في عام 1924م تعرفت إلى أحمد رامي عن طريق أبو العلا، في إحدى الحفلات، وكان أحمد رامي حاضراً بعد أن عاد من أوروبا، فأدرك أنه قد وجد هدفه. غير أن البداية الحقيقية كانت عندما سمعها محمد القصبجي الملحن المجدد وقتها. في نفس العام 1924م.
بدأ محمد القصبجي في إعداد أم كلثوم فنيًا ومعنويا مشكلًا لها فرقتها الخاصة، وأول تخت موسيقي يكون بديلا لبطانة المعممين التي كانت معها دائما، وتخلي أباها عن دوره كمنشد وانسحب هو وأخيها الشيخ خالد. بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت في زي الآنسات المصريات.
كان شائعًا في أوائل القرن العشرين أن يقدم المطربون قصائد بعينها بصرف النظر عن تفرد أحدهم بها، وكانت المباراة بين المطربين تكمن في كيفية أداء نفس القصيدة، وهكذا أدت أم كلثوم قصيدة (أراك عصي الدمع) مرة من ألحان السنباطي، ومرة أخرى من ألحان عبده الحامولي عام 1926م
وفي عام 1928م تغني مونولوج (إن كنت أسامح وأنسى الآسية)، لتحقق الأسطوانة أعلى مبيعات وقتها على الإطلاق ويدوي اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية، وهو نفس العام الذي لحنت فيه أم كلثوم أغنية (على عيني الهجر) بنفسها لنفسها، وفي 31 مايو 1934م بعد افتتاح الإذاعة المصرية كانت أم كلثوم أول من غنى فيها.
وقد واكبت أم كلثوم الحركة الوطنية، فهي تغني لذكرى سعد زغلول، وتنشد لفلسطين وإحياء الأعياد الوطنية، كما تبرعت أم كلثوم بآلاف الجنيهات لصالح تعمير بورسعيد بعد العدوان الثلاثي عام 1956م، وعندما انتكست مصر بعد هزيمة 5 يونية 1967م قامت أم كلثوم تجوب البلاد العربية، وبعض الدول الأجنبية لتجمع الملايين من أجل مصر وجيشها، وذهبت باريس، وخرجت الصحف الخارجية تقول نفرتيتي في باريس وأم كلثوم في باريس.
وتوفيت أم كلثوم في صباح 4 فبراير 1975م، وقيل عن جنازتها أنها أعظم جنازة لامرأة عربية في التاريخ.