الخميس , 25 أبريل 2024

منى العزب تكتب: سرقوا الصندوق !

= 1217

Mona Azab 3


بين الحين والآخر نسمع  من يطالب بالتفكير خارج الصندوق في محاولة للحث علي الإبداع ’وعدم الاستسلام لإحباطات الواقع.  وفي نظرة تأملية للمعني الكامن وراء الفكرة نجد أن الشعب وقع محبوسا داخل الصندوق رغما عنه ’ولم يختر يوما ان يقبع داخل الصندوق ’وربما بذل محاولات حثيثة حتي لا يقع من " قعر " الصندوق في الكثير من الأحيان.  

سنوات طويلة مرت والشعب في انتظار الخروج من الصندوق ’فقد مرت سنوات ما بعد النكسة ثقيلة ’والشعب في انتظار الحرب حتي يخرج من صندوق الهزيمة ’وما إن تحقق النصر إلا وكانت حالة الاقتصاد المنهك من سنوات الحرب تحديا يقف أمامه ’ويدفعه بقسوة داخل الصندوق. ثم هجمت سياسات الانفتاح الاقتصادي الذي دفعت الطبقة المتوسطة داخل صندوق يحوي تحديات مختلفة لم تكن موجودة من قبل.. في خضم الانفتاح بدأ نظام حكم جديد ظل  عاما يتحدث عن برامج الإصلاح الإقتصادي ويؤكد قرب الخروج من صندوق الضيق ’ويعد بمستقبل مشرق لم يأت حتي الآن.  وبعدما يئس القابعون داخل الصندوق تماما كانت ثورتهم في 25 يناير محاولة للخروج من الصندوق لم تحقق نتائجها بعد.

ومع كل حاكم جديد ترتفع الطموحات إلي عنان السماء بأن مصر ستصبح بحجم الدنيا. ثم تمر السنوات والحال كما هو’دون جديد يبعث علي الأمل. كل ذلك والشعب قابع في صندوقه ’تحيطه الاحباطات ’في انتظار لحظة الخروج العظيم.  فشل الحكومات كان احباطا ’والفساد السياسي احباطا آخر. وسوء إدارة الملف الاقتصادي إحباطا آخر. تدني منظومتي التعليم والصحة إحباطا ’والإرتفاع الجنوني في الأسعار إحباطا آخر .. منظومة الاعلام المتواطئة مع النظام في أحيان كثيرة وانهيار مستوي الخدمات .. كلها شكلت موجات متتالية من الاحباطات المتعددة والمستمرة والمتكررة ساهمت في احكام غلق الصندوق عليهم.  

أما الصمت عن الفساد ’واختيار اهل الثقة بدلا من أهل الكفاءة ’ وغيرها الكثير من الممارسات فكانت سرقة للصندوق من الأساس. وظلت الاحلام حبيسة الصندوق في أحيان كثيرة ’حتي عاد حاملا ما تبقي منهم ’جثث شباب لم يستحقوا يوما مالاقوه من ويلات.

———–

mona.alazab@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 2506 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.