جهود حثيثة ومقدرة بذلتها- وما زالت- جمعية الصحفيين العمانية من أجل استضافة أكبر وأهم حدث دولي معني بالصحفيين وأصحاب القلم حول العالم، إنها اجتماعات الاتحاد الدولي للصحفيين “الكونجرس”، والذي نجحت الجمعية في الحصول على فرصة إقامته في عاصمة الجمال والخير مسقط العامرة، تلك المدينة الآسرة الساحرة بكل ما فيها من طبيعة بكر، وحداثة معاصرة، وتنوع ثقافي وسياحي.
ويتزامن هذا الاجتماع الدولي مع اختيار مسقط عاصمة رقمية عربية لعام 2022، وذلك بفضل ما تشهده من تحول رقمي قائم على اقتصاد المعرفة، وإذا ما نظرنا إلى هذين الحدثين نجد أن عُمان تتقدم يومًا بعد يوم في العديد من المجالات.
وانعقاد اجتماع “كونجرس الصحفيين” في مسقط يدعو للفخر والزهو، بما تحقق لوطننا العزيز كما يُضيف لعُمان الكثير من الأبعاد، خاصة وأنه الأكبر إذا ما تم النظر إليه على أنه حدث استثنائي يتطلب من الجميع الاستفادة من تواجد هذا العدد الكبير من الصحفيين الذين يتجاوز عددهم 300 صحفي من أكثر من 100 دولة يمثلون مؤسسات صحفية ونقابية حول العالم.
ولا شك أن هذا الحدث سيأتي بالدرجة الأولى في مصلحة السلطنة إذا ما تم استثماره بصورة صحيحة وهو فرصة حقيقية للترويج خاصة وأن كل الوسائل الإعلامية حول العالم حاضرة، فكتابة كلمة عن السلطنة بمثابة رسالة للعالم أجمع. ومن هنا يمكننا القول إن الحدث ليست معنية فقط به جمعية الصحفيين العمانية، التي بذلت الكثير من أجل إنجاحه، ولكن الأمر يتطلب تكاتف مختلف مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع، كي يخرج في صورته المأمولة.
وثمَّة أمر هنا يجب علينا أن ننظر إليه بعين الاعتبار، وهو أن عُمان حصلت على 98% من الأصوات الداعمة لاستضافة الكونجرس في مسقط، وهو في حد ذاته إنجاز منفصل ودليل على أنَّ العالم يدرك أهمية عمان ومحورية دورها الثقافي والتنويري، فضلاً عن كونها بلد محب للسلام وناشر للوئام وقيم الإخاء والتعاون في العالم، وهو ما يزيدنا فخرًا ويتطلب منَّا العمل بأكثر مما هو متوقع لتصل كل الرسائل التي نود إيصالها للمجتمعات الأخرى.
وإلى جانب ما سبق، فهناك الكثير من الأبعاد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي يمكن لمثل هذه الاستضافة أن تقدمها للعالم عن السلطنة، لذلك وجب على كل القطاعات من الآن العمل بشكل دؤوب ومتواصل في تقسيم الأدوار والمهام والعمل بشكل متكامل من أجل تحقيق نتائج أكبر مما خطط لها.
ومما يجدر ذكره أن اجتماع كونجرس الصحفيين سيشهد تسليط الضوء على التغطية الصحفية للحروب، إلى جانب تكريم بعض أسر الصحفيين الذين لاقوا حتفهم أثناء تأدية أعمالهم، في مشهد إنساني يتجلى من مسقط.
لقد اكتسب اجتماع الكونجرس زخمًا كبيرًا، خاصة بعد الإعلان عن أن صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان سيرعى هذا الحدث، ما يؤكد الاهتمام الرسمي من الدولة بهذا الاجتماع، ودليل آخر على ما توليه الحكومة الرشيدة من رعاية واهتمام بقطاع الصحافة والإعلام عامة، باعتباره صوت الحكومة والمواطن في آن واحد، والمنبر الأول للتواصل بين مختلف الأطراف، والسلطة الرابعة التي تساعد وتعين على إنجاز أعمال السلطات الرسمية الثلاثة (التنفيذية والتشريعية والقضائية).
إن أنظار العالم تتجه صوب مسقط في 31 من مايو المقبل مع انطلاق اجتماعات كونجرس الصحفيين الدولي، ولذا علينا جميعًا كصحفيين وإعلاميين أن نؤدي رسالتنا على أكمل وجه في ذلك اليوم وما يليه من أيام انعقاد الاجتماعات، وأن نكون خير رُسل لعُمان أمام الجموع الكبيرة من الصحفيين.. وإنني لأنتهز الفرصة لأتقدم بالشكر والتقدير إلى جمعية الصحفيين العمانية، وعلى رأسها أستاذنا في هذه المهنة، الدكتور محمد بن مبارك العريمي، الذي لم يبخل على هذه الجمعية بأي جهد كي ترتقي وتتقدم وتعلو في سماء الصحافة والإعلام إقليميًا ودوليًا، وكذلك الأفاضل أعضاء مجلس إدارة الجمعية الذين كانوا خير سند وعون لكل الجهود المباركة.
————–
* كاتبة عمانية.