لقد انقطعت عن عالم الكتابة لبعض الوقت نظرا لهموم ومشاغل الحياة الكثيرة والثقيلة لذا أسأل الله لي و لكم أن يعيننا عليها دائما و أبدا فوالله إن لم يعن الله ابن آدم فلا معين له و بعد إنني إذ تأثرت كل التأثر بالحادث الأليم و بما جرى و ألا و هو مقتل فتاة المنصورة الذي أطاح بها رفضها لمن كان يحبها و أطاح به أيضا فهي قد لقت حتفها قتيلة غارقة في دمائها و هو سيقضي بقية أيامه سجينا إن لم يحكم عليه بالإعدام نعم قد صدق القائل : – ” و من الحب ما قتل … ” و أقول أيضا أن : ” و من الجهل و السفه و النشأة غير السوية و التربية غير السليمة ما قتل أيضا … ” فهل من المعقول و من المنطق أن أحرم فتاة من حياتها لأنها رفضتني !؟ لا البتة و تحت أي ظروف أو أسباب و هل من المعقول والمنطق أن القتل هو ما يمثل الحب عند الشباب !؟ و هل من المعقول و المنطق أن نأخذ على محمل الجد بيت الشعر الذي يقول فيه الشاعر :
وشارب الخمر يصحو بعد سكرته
وشارب الحب طول العمر سكران
لا بكل تأكيد أيضا وإنما خذوا من التعريف تعميما إنه ليس حبا بل هو أدهى و أمر و من الممكن بل من المؤكد أن شبابنا قد تفهم الحب بشكل خطأ و على نحو ليس بالأمثل فالحب الصادق و الصحيح هو أن تعطي المحبوب حريته فيما يختار لا أن تسلبه حياته و الحب الصادق والصحيح هو أن تحترم رغبته أيا كانت و بالأخص رفضه لا أن تعاقبه على ذلك و كأنما أنه قد أخطأ أو اقترف جريمة.
وعليك – عزيزي القارئ ، إن كنت محبا – أن تعلم أن الحب الأكثر صدقا و صحة هو أن تتقي الله فيمن تحب و انظر بعدها و سل نفسك فهل تقواك الله فيمن تحبه أن تقتله !؟ لا فتقوى الله الحقة قد حرمت قتل ابن آدم إلا بالحق كما ورد عن الحبيب المصطفى – صلى الله عليه و سلم – أن هدم الكعبة المشرفة أهون قدرا عند الله من سفك دم مسلم أو مسلمة و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن إزهاق الروح ظلم عظيم – عافانا الله و إياكم -.
وعلى كل فإنني ككاتب لما تقرأون أرى أنه ليست هناك دوافع إطلاقا بشكل أو بآخر لأن أقتل محبوبة رفضتني و أرى أيضا رؤية واضحة لا تشويش عليها أن القتل لم يرتق ليكن حلا لأمر كهذا الأمر و لا لكل الأمور فالقتل ليس حلا لكنني أرى أنه حينما أرفض ممن أحببت ليس علي سوى أن أنصرف بهدوء و أتركها و شأنها محترما رغبتها – رفضا قبل الوفاق – لذا أخي الكريم إن رفضتك من تحبها.
أختي الكريمة إن رفضك من تحبين فإليكم الحل و ألا و هو أن تستودعوا الله العاطفة الجياشة و المشاعر الصادقة و القلب و ما حوى و المحبوب و المحبوبة نفسهما في مستودع أمين ليس لأمانه مثيل و ألا و هو ركن الله و كنفه الذي لا يضام أبدا و لنا في الأغنياء المثل و الدلالة فحينما تكبر ثرواتهم فإننا نراهم سرعان ما أخذهم خوفهم و حرصهم على ما يملكون و حذرهم ألا يتعرض للضياع للتفكير في كيفية صيانة هذه الممتلكات و إذا بنا نراهم قد اتجهوا إلى البنوك لإيداع الأموال و الأرصدة و الأوراق و الممتلكات المهمة بفعل أن البنوك هي المكان الوحيد الذي يحفظ لهم ما يستودعون و يضمن لهم حقوقهم نعم إن البنك سيؤدي هذا الدور و بإتقان.
و لكن ما بالكم بالله !؟ و ما بالكم بالطمأنينة التي يستشعرها و يلتمسها من استودع الله أمرا من الأمور !؟ و ما بالكم بمن استودع الله من يحب !؟ و ما بالكم بمن استودع الله شأنه كله !؟ فنحن ودائعه فهل نحن ضعنا !؟ لا ، البتة فالله لا تضيع ودائعه فنحن عباد الله و لن يضيعنا و حاشا لمولانا ألا يتولانا و عليه فالقتل ليس حلا و إراقة الدماء ليست حبا و لا شوقا و لا ولها و إنما هي شيطان يغوينا و يعدنا غرورا و باطلا.
فطوبى لمن استودع الله قلبه و هنيئا له و ختاما على عجالة غير ما استفاضة كانت لازمة منعنا منها حرصنا على وقتكم لتستودعوا الله ما عز عليكم فكل متروك لله مضمون و الله لا تضيع ودائعه أبدا و لأنكم أحبابي أستودعكم في أمان الله و حفظه على أمل أن يكون في العمر بقية و نخط بقلمنا المتواضع عناوين جديدة.